تسببت حرائق مدمرة ناجمة عن الرياح في مقتل 16 شخصًا على الأقل واجتاحت 37 ألف فدان في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، مما أدى إلى تدمير مجتمعات بأكملها وأكثر من 12 ألف مبنى. كما تحرز فرق الإطفاء تقدمًا في احتواء حريقين أصغر حجمًا في المنطقة.
أعلنت مقاطعة لوس أنجلوس حالة طوارئ صحية عامة، محذرة من أن الدخان والجسيمات الدقيقة قد تشكل تهديدات فورية وطويلة الأمد
قال المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، ديفيد أورتيز، لشبكة إن بي سي لوس أنجلوس، إن حريق باليساديس اندلع في وادي مانديفيلي أمس السبت، مشيرا إلى أن المنطقة شهدت الكثير من النشاط بسبب رياح سانتا آنا القوية التي أججت الحريق.
وقال أورتيز إن الرياح هدأت بما يكفي للسماح لطائرات الهليكوبتر بالتحليق فوق الوادي، وهو ما سيسمح لطواقم الإطفاء بإخماد الحرائق من طائرات الهليكوبتر حتى المساء.
من جانبه أكد جيسون ميلر المستشار الكبير في فريق انتقال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إن لديه كل النية لزيارة جنوب كاليفورنيا، لكن الموعد لم يتم تحديده بعد.
وسُئل ميلر على قناة فوكس نيوز عما إذا كان قد تم اتخاذ قرار بشأن زيارة القائد الأعلى القادم لموقع حرائق الغابات وأضاف ميلر “نعلم أنها أولوية قصوى، لكنني لا أريد أن أسبق الرئيس وفريقه في تحديد المواعيد في هذه اللحظة”.
ودعا حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ومشرفة مقاطعة لوس أنجلوس كاثرين بارغر ترامب إلى مسح المنطقة في وقت سابق السبت
وقال أورتيز لشبكة إن بي سي لوس أنجلوس: “طالما أننا قادرون على الطيران، فسوف نبحث عن كل فرصة سانحة للاستفادة من الرياح المتعاونة حتى نتمكن من القيام ببعض العمل”.
وأوضح أورتيز إن “حريق باليساديس هو وحش له رؤوس مختلفة، ولديه الكثير من الإمكانات للنمو في اتجاهات مختلفة”.
ويساهم في ذلك الغطاء النباتي الكثيف في المنطقة، بالإضافة إلى المناطق التي لم تشهد أي حريق منذ 50 عامًا، مما يجعل الحرق أسهل. وأشار أورتيز أيضًا إلى أنه رأى باليساديس تحترق دون تهديد الرياح.
قال أورتيز إن فرق الإطفاء تعمل “بجد ليلًا ونهارًا” لتحسين الاحتواء وأن الأرقام لا تثبت دائمًا العمل الذي يتم. اعتبارًا من أمس السبت، تم احتواء حريق باليساديس بنسبة 11%.
وقال أورتيز إن إدارة الإطفاء لديها موارد كافية لإخماد الحرائق بقوة ومنع نمو الكثير من الأشجار في الوديان الإضافية التي تمتد على طول الطريق إلى المحيط من مانديفيلي.
وفقًا لأورتيز، فإن مصدر القلق الأكبر التالي هو المنطقة الواقعة خارج الطريق السريع I-405. لدى إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس خطة طوارئ في حالة حدوث ذلك.
لكن أورتيز قال إنهم يشعرون بالتفاؤل بأن ذلك لن يحدث. غير أن الطواقم واثقة من أنها لا تعتقد أن الحريق سينتشر، لكنها مستعدة إذا اتسع نطاق الحرائق.
قال أورتيز: “كان حريق باسيفيك باليساديس حريقًا نادرًا يحدث مرة واحدة في المائة خلال مسيرتك المهنية. كل ما كان من الممكن أن يحدث خطأ حدث بالفعل. أنا ممتن لأن المزيد من الناس لم يموتوا.
– ألقت الطائرات المياه ومواد إخماد الحرائق على التلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس شرقا في لوس أنجليس يوم السبت فيما تكثفت جهود مكافحة الحرائق على الأرض وسط تحذيرات من هبات رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلا في الساعة مما قد يجعل الأمور أسوأ.
على مدار الـ 24 ساعة الماضية، امتد حريق باليساديس على مساحة إضافية تبلغ 1000 فدان، وأتى على المزيد من المنازل، وفقًا لما أفاد به المسؤولون.
وفي وقت سابق من أمس السبت، قال مسؤول إدارة الإطفاء في كاليفورنيا تود هوبكنز للصحفيين في مؤتمر صحفي إنه في حين تم احتواء 11% من حريق باليساديس الآن، إلا أنه أحرق أكثر من 22 ألف فدان (8900 هكتار).
وقال هوبكنز إن حريق باليساديس انتشر في حي مانديفيلي كانيون وهدد بالانتشار إلى برينتوود، وهو حي راقي يعيش فيه المشاهير ويلعبون، ووادي سان فرناندو. كما امتد الحريق ببطء نحو الطريق السريع 405 الذي يربط الشمال بالجنوب.
حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم رياح سانتا آنا التي توقعت اشتدادها ليلة السبت إلى صباح اليوم الأحد في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا، ومرة أخرى في وقت متأخر من الاثنين حتى صباح الثلاثاء، مما يجلب رياحًا مستمرة تصل إلى 30 ميلاً في الساعة وعواصف رياح تصل إلى 70 ميلاً في الساعة.
وقالت روز شونفيلد، خبيرة الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية: “نحن في فترة متواصلة من الطقس الحار الذي قد يتسبب في حرائق غابات حتى يوم الأربعاء”. ومن المتوقع أن تتحسن الظروف بحلول يوم الخميس.
وتشمل أوامر الإخلاء في مختلف أنحاء منطقة لوس أنجلوس الآن 153 ألف ساكن، مما يعرض 57 ألف مبنى للخطر. وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إن 166 ألف ساكن آخرين تلقوا تحذيرات بأنهم قد يضطرون إلى الإخلاء.
