أقلام حرة

حشاني زغيدي يكتب: أهمية الأنشطة اللاصفية في الحياة المدرسية

لا حياة مدرسية في غياب أو إهمال أنشطة التحفيز والتعزيز، فمن حق التلميذ أن يمارس حياته الطبيعية في المدرسة يلعب ويغني ويمارس الرياضة ويرسم ويبتكر وينشئ النوادي ويؤسس مجلته ويقيم  إذاعته المدرسية، ويهتم بركنه الأخضر.

 في أحضان المدرسة يتعلم التلميذ والطالب فنون الكتابة الأدبية من خلال نوادي الكتابة (القصة والرواية والخاطرة والشعر) .

وفي المدرسة تؤسّس الأفواج الكشفية التي تساهم بشكل فعال صقل مواهب التلميذ والطالب، وفيها يتعلم التلميذ والطالب فنون الحياة ومواجهة المشكلات، لأن الحياة الكشفية مدرسة ثانية مكملة لدور المدرسة .

 وفي المدرسة أيضا تؤسس نوادي تحفيظ القرآن الكريم والحديث النبوي،

كل تلك الأنشطة التي ذكرتها يطلق على تسميتها الأنشطة اللاصفية.

وقد وجدت خلال بحثي تعريفا لوزارة التربية والتعليم العالي -جامعة البلمند- عرفتها: (بأنها نشاطات تقوم المدرسة بتنظيمها والإشراف عليها خارج نطاق حصص التدريس المنهجية، وتكون الأنشطة اللاصفية عادة مكمّلة للنشاطات الصّفية ومتناسبة مع أهداف المدرسة ورؤيتها العامة في ما يتعلق بتنشئة التلميذ. غايتها تنمية شخصية التلاميذ ومهاراتهم وحسّهم ووعيهم بما يحيط بهم، وتحفيزهم على التعامل مع مشاكلهم ومع مجتمعاتهم واحتياجاتها بشكل إيجابي).

منه يمكن القول إنّ النشاطات اللاصفية تحتل مكانا مهما في نشاطات التعليم والتعلم، وهي مكملة للنشطات الصّفية ومحفزة للعملية التربوية والتعليمية، ويعود مردود فائدتها رأسا للتلاميذ وطلاب مباشرة.

إن هذه  الأنشطة الابتكارية أهملتها المدرسة بقصد أو بدون قصد فمتى تعود المدرسة  لنصفها التربوي المغيّب.

العجيب في الأمر أن للمدرسة برنامجا ودليلا مرافقا  خاصا  يسمّى  دليل الأنشطة اللاصفية، وهو مرجع وزاري ثري لم يفعّل وظل حبيس الأدراج، عن نفسي استفدت منه كثيرا أثناء خدمتي.

وتجدر الإشارة هنا  تنبيه الأساتذة والمشرفين بيداغوجيا وإداريا إلى أهمية هذه الأنشطة في حياة المدرسة والتلميذ و الطالب  في حد سوى.

هي برنامج منشطة ومحفزة من خلالها تنمى مهارات التلميذ والطالب من خلال أنشطة يختارها بإرادته ودون جبر الآخر، كونها أنشطة اختيارية.

وتظهر أهميتها في:

• فيها نكتشف المواهب في جميع الأنشطة سواء كانت فنية أو رياضية أو علمية، فتعمل هذه الأنشطة على تعزيز قدرات التلميذ و تفجير طاقته فيما ينفع .

• فيها تتشكل شخصية التلميذ الاجتماعية، والثقافية والفنية فيعيش الطالب داخل مجموعته مع من يشاركونه الاهتمامات والإبداع فتتوثق الصلات وتتوطد العلاقات بين أصحاب الاهتمامات المشتركة .

• وفيها تستفيد المدرسة من عائدات الأنشطة اللاصفية في إحياء وبعث الحياة المدرسية من خلال مشاركة النوادي والفرق وإبداعات المواهب، فترتقي بذلك قيمة المدارس التي تملك مثل هذه الفعاليات أو المواهب في تشريفها وهذا ما كان فعلا في السنوات الماضية.

حشاني زغيدي

مدير مدرسة متقاعد، مهتم بالشأن التربوي والدعوي، الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى