أقلام حرة

حشاني زغيدي يكتب: سرّاق الأحلام

في عالم مليء بالأسرار، مليء بالفرص، في هذا العالم الممزوج بإيرادات الخير ونوازع الشر، في هذا العالم تترصد السائرين الألغام والمصائد.

بين هذا وذاك تذوب أحلامك، فواحد يريدك سلّما يرتقي به، وآخر يريدك رقما في سجلّه، وبعض يريدك رقما وقت الاقتراع، وآخر يريدك بريدا يرسل من خلاله رسائله وبرقياته.

بين هذا وذاك، تذوب الأحلام، فالكل يريدك وزنا خفيفا وزنا معدوم القيمة، حتى ذاك الذي يمرّ بجانبك في قارعة الطريق، يرسل لك رسائل التعزية، يرسل لك برقيات شؤم، تنذر بقرب حتفك، يريدك أن تندب حظّك، تفقد الأمل، يريد تعجيل رحيلك بلا عزاء.

وطيف آخر يريدك مفرع البضاعة، هزيل الطموح، يرسل لك الوعيد إن لم تتخل عن أحلامك، سيهجرك الأصدقاء، لأن طيف الشر بداخله، لا يريد لك زيادة الوزن، فوزنك يقلقه، بل يفزعه، لهذا يريدك وزنا خفيفا، كوزن الريشة! يريدك صفرا في المعادلة. في مثل هذه الأحوال؛ عليك أن تحدث نفسك في الظلام، حتى لا يراك طيف خيالهم المزعج.

 فمثلي وأمثالك يفضلون الإبحار في السّكون والهدوء، يسيرون الهوينة، بخطوات محسوبة ومعدودة، ليس ضعفا وليس انهزاما، وليس هروبا من الحلبة، بل هو تفضيل السير مع التآنّي والسلامة، بل هو توفير الأمان لأحلامي وأحلامك.

فالأفضل أن يسير الواحد منا وهو يعدّ المسافات المقطوعة بعدّاد الحسنات، يتصيّد أوقات الأرباح، يقتنص فرصها، يترصّد أرباحها في أماكنها المحجوزة، فالأماني مغرية والطبلون لها كثير، والمرجفون في القرية المزعجة كثير، هؤلاء يحبسون الأوقات الرابحة حسدا، حتى لا يستيقظ أمثالي وأمثالك، والأوقات الرّابحة في ميزان النّاجحين مؤشر العبور لطريق الرّيادة والإبداع.

والنّاجحون دائما عيونهم نحو الهدف، لا يشغلهم الضّجيج الصّاخب عن المرامي، يغتنمون دقائق الأوقات في المشاريع المربحة، يستلهمون الحكم معززات انطلاق، فقد صدق من قال (الوقت هو الحياة)

حشاني زغيدي

مدير مدرسة متقاعد، مهتم بالشأن التربوي والدعوي، الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights