حشاني زغيدي يكتب: وترجل البطل القائد
حين يصدق الأصفياء، وحين يوفي الأتقياء، يرحلون عن عالمنا في قمة الطهر، يرحلون ورؤوسهم مرفوعة، يرحلون ورؤوسهم لا تعرف الأنحاء سوى لخالقها، يرحلون وهم يقولون، لقد أدينا ما علينا وأن لنا أن نرحل، وقد أقمنا الحجة على الجبناء أن طريق الكرامة تصنعه الدماء المخضبة بما يكرهون، يرحلون ويقينهم أن من يملك الأرواح سوى الملك القدوس.
يرحل الأطهار وهم يرددون
أَي يَومَيَّ مِنَ المَوتَ أَفِر
يَومَ لا يَقدِرُ أَو يَومَ قَدِر
يَومَ ما قُدِّرَ لا أَرهَبُهُ
وَإِذا قَدِّرَ لا يُنجي الحَذَر
يرحلون وبيقينهم يزلزل الجبال، يرحلون وقد تركوا خلفهم أرحاما ولادة، لا تعرف العقم، ستسمي الأمهات العفيفات أسماءهم، يرحلون عن عالم ونحن على يقين أن الروح موقوفة بآجل، يرحلون عن الدنيا لموعد مضروب في جنان الخلد، موعد مكتوب في الألواح في الأزل أن الجنة مقام السعداء.
هكذا يودع العظماء الدنيا وقد تركوا خزي يلاحق الجبناء والشامتين، يلحقهم عار الدنيا وخزي الآخرة.
يرحلون وبرقيات التعازي تلعن عار الخيانة المرسوم في جباه المتخاذلين،، يرحلون ولعنات المظلومين تطارد المجرمين، في الليل وفي النهار، تطاردهم في كل مكان، تطاردهم في قمم الخيانة، تطاردهم في كل بقعة طاهرة أن حق المغتصب لا يسقط بالتقادم تطاردهم في كل المحافل، وأن دماء جرائمهم تلاحقهم كالشبح، تهز مضاجعهم بالكوابيس المزعجة، فلا يقر لهم حال ولا مال.
في اليوم يودع قائد ولكن غدا سيولد قائد، هكذا هي سنة الله، وهكذا يودع السعداء الحياة.
و في الختام لا نقول إلا ما يرضي ربنا
رحم الله شهداء فلسطين
قولوا للشامتين. اسمعوا رثاء الأبناء، أبناء الأسود ماذا يقولون:
يقول الابن الأكبر لهنية: في وداع والده: (دماء والدي ليست أغلى من دماء أطفال غزة)