أبوبكر أبوالمجد| قال الباحث السوداني المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين، إن ما يحدث في السودان ليست حربًا أهلية، فالحروب الأهلية في تقديري بين مجموعات إثنية خارج إطار الدولة، وأن المجموعات الإثنية هي التي تجتر أجهزة الدولة للاقتتال بين بعضها البعض دون الأخذ في الاعتبار أي توجه للدولة.
وأضاف تورشين، أن ما يحدث في السودان حتى الآن لم يكن على هذه الصورة، وإنما ما حدث هو أن الدعم السريع قام بعملية انقلابية فاشلة، حيث حاول السيطرة على السلطة فلم يتأت له ذلك، فتحولت المحاولة الانقلابية إلى تمرد شامل ضد الدولة.
وأوضح الباحث السوداني، أن خطة الانقلاب على الدولة كانت متمركزة ومتمحورة على الخرطوم؛ ولكن عندما فشلت المحاولة الانقلابية بدأ التمرد بالتركيز على أطراف السودان لاسيما دارفور وبورتوسودان.
وحول السلام ورغبة الأطراف المتنازعة فيه، قال تورشين، إنه في تقديره أن الأمل موجود في السلام، وأن الكل لديه الرغبة في ذلك، وفي أن يكون هناك تسوية؛ ولكن حتى الآن مؤشرات تحقق ذلك تكاد تكون منعدمة، حتى نكون أكثر موضوعية.
وعن سبب تقديره هذا، أفاد الباحث في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين، أنه دائما ظروف أي تسوية عادة ما ترتبط بعوامل من بينها قدرة طرف ما على فرض معادلة التسوية والسلام عن طريق القوة العسكرية؛ لكن حتى الآن التوازن كبير جدا في القوة بين الجيش السوداني وممثل الحكومة السودانية، وبين الدعم السريع، مشيرًا إلى أن هذا ما يجعل هذا المنال لا يزال بعيدًا، ولا يرى وفق هذه المعطيات أن مؤشرات السلام ستلوح في الأفق قريبًا.