تقاريرسلايدر

«خامنئي» الطرف الوحيد السعيد في العالم من نزيف غزة

منذ أكثر من شهر، امتلأت وسائل الإعلام العالمية بالأخبار والصور الصادمة لكوارث الحرب التي حلت بشعب غزة.

كل يوم، تُهدم مئات المنازل فوق ساكنيها في قطاع غزة. ويموت تحت الأنقاض مئات الأشخاص أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ويصاب آلاف الأشخاص، ويضاف إلى هذه الضخامة آلاف البشر وملايين النازحين والمشردين كل يوم. وهم، الذين ما زالوا في غزة، محرومون من الحصول على ما يكفي من الغذاء والدواء والمياه والوقود.

العالم كله تقريبًا يشعر بالإهانة من مآسي هذه الحرب ويعاني ويتضرر. لكن خامنئي وأعوانه المتوحشون هم الأطراف السعيدة الوحيدة في العالم والمستفيدة مما يحدث في غزة النازفة في مختلف المجالات. ومن عناصرها محاولة التغطية على «الحرب الخفية» التي تُشن ضد شعبنا ووطننا منذ أربعة وأربعين عاماً في ذروة القسوة.

الحرب الخفية؛ لأننا هنا لا نتحدث عن حرب الثمان سنوات بكل ما فيها من دمار وضحايا وكوارث؛ حرب خلقها خميني وهو وحده من أراد أن يستمر فيها. كما أننا لا نتحدث عن إعدام وقتل 120 ألفاً من خيرة أطفال هذا البلد ومذبحة 30 ألف سجين سياسي. نحن لا نتحدث حتى عن آلة الإعدام التي تعمل دون توقف؛ ماكنة قتلت ما لا يقل عن 54 شخصًا خلال 17 يوما وحده. هذه هي الجوانب الواضحة لحرب نظام الملالي مع الشعب الإيراني.

يتعلق الأمر بالحركة المستمرة للآلة القاتلة لنظام الولاية، التي تغرق بصمت النساء والرجال والشباب والأطفال الإيرانيين في هاوية الفقر والبؤس والإدمان والدعارة كل ساعة وكل ثانية، وترسلهم إلى العدم والدمار.  آلة جهنمية تعمل بنفس السرعة والتسارع على قتل البيئة وتدمير الموارد الجوفية وتجفيف الغابات والأراضي الرطبة والأنهار.

وتفيد جمعية «أنقذوا الأطفال» الدولية أنه كل 10 دقائق يموت طفل في غزة؛ ولكن هل هناك أي جهة أو جمعية تقدم تقريراً في كل ثانية عن عدد الأطفال الإيرانيين الذين انضموا إلى ملايين الأطفال الذين تركوا المدرسة هذا العام وحده، من بين 900 ألف طفل إيراني الذين انضموا إلى ملايين الأطفال الذين تركوا المدرسة هذا العام؟ أولئك الذين لم تزدهر مواهبهم بعد، ستتبخر أحلامهم بين القمامة.

تكتب وسائل الإعلام الحكومية عن «حرب الخبز» التي شارك فيها حتى أطفال يبلغون من العمر 5 سنوات: «في بعض الأحيان يكون هذا الضغط كبيرًا جدًا لدرجة أن صبي يبلغ من العمر 5 سنوات يتخلى فجأة عن طفولته بأكملها وينضم إلى حرب الخبز» وفي التقرير نفسه يقول أب من سيستان وبلوشستان عن حرب الوقود: «بدلاً من أن أخرج ابني من المنزل للتنزه والاستمتاع، أمسك بيده كل يوم وأقوده إلى طريق الموت».

يتحدث الصحفيون عن الحالة الحرجة لمستشفيات غزة وتدمير البنية التحتية الصحية في هذه المدينة، وهو أمر مفجع بالطبع؛ ولكن في الحرب السرية التي يشنها نظام الولاية ضد الشعب الإيراني، تظل القصة المفجعة لملايين الإيرانيين المرضى غير مروية. من مرضى السرطان إلى مرضى الثلاسيميا والتصلب المتعدد ومرضى غسيل الكلى وغيرهم، الذين فقدوا الأمل في الحياة وينتظرون الموت بسبب تكلفة الدواء والعلاج الباهظة.

أحياناً تنشر الصحف الحكومية قصة أم تذوب ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً، والتي تعاني من مرض السرطان، أمام عينيها. لأنه غير قادر على دفع تكاليف العلاج. وكتبت وسائل إعلام حكومية: “أسعار أدوية السرطان تضاعفت أربع مرات في 20 يوما.. 850 تومان دواء أصبح 3 ملايين!” (موقع اصلاحيات نيوز – 18 اكتوبر).

وما قيل ما هو إلا نقطة من بحر البلاء والكوارث التي أغرق فيها نظام ولاية الفقيه الشرير شعب إيران في هذه الحرب الخفية. لكنه يستغل الحرب الكارثية في غزة للتغطية عليها وإطفاء نار الانتفاضة التي تنطلق من الشارع الإيراني المتفجر.

إن الولي الفقيه وشركائه ومهمشين في حكمه الغاصب الفاسد يحرضون على الحرب وعلى عداء النظام الوهمي لأمريكا. البعض يمدحها والبعض يحذر من خطورتها. لكن الشعب لا ينخدع بلعبة النظام ودجله وأبناء الشعب الإيراني يصرخون: عدونا هنا.

المقاومة الايرانية تقول: والآن، بعد شهر تأجیج خامنئي هذه الحرب، لابد من القول بصراحة إنه جنی حتى هذه اللحظة الحد الأقصى الذي كان يريده في جميع جوانب الحرب في غزة. وهو يسعى أن لا يخسر حصيلة جهده، وإذا كان بالإمكان، فيضيف إليه.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى