خباب مروان الحمد يكتب: إلى المدافعون عن نظام المجرم بشار
كم عانينا وقاسينا الحوارات الطويلة والنقاشات الكبيرة مع كثير من الطيبين، بعضهم طيب جداً ولكنه للحق ساذج، يُحسن ظنه بدول الممانعة، ويسميها محور المقاومة، أو سورية الأسد، وينسبون دولة ونظاماً لم ينتج إلا عن أقليّة بل عائلة تتحكم بمصير ملايين من السوريين، وللأسف كانوا يراهنون على هذا المحور، وأحسنهم حالاً من كان يصفهم بالفجرة، ولكنه يُعوِّل عليهم!!
آخرون يدعي الفكر العروبي الوطني، ويدافعون عن نظام المجرم بشار، ويعتقدون أنه الرجل الحر الأبي الدكتور، ويرون أنّ نظامه المجرم كان هو العمق العربي، وقد كان له في كل بلدٍ شبيحة ينعقون بكلامه، وكل من يتحدث عن جرائمهم يرفعون له لافتة: (انتبه فهذه مؤامرة)؛ وإذا تحدث عنهم القريب والبعيد قالوا: مؤامرة كونية؛ ليخرسوا الألسنة والأصوات التي كانت تكشفهم، بحجة أنها مؤامرة على بلد (محور الممانعة)!!
والحق الذي كنت أعتقده قديما ولا زلتُ، والحمد لله الذي هدانا لهذا أن هذه العصابات الأسدية وظهيرها الإيراني، كانت من أكثر العصابات تخديراً للواقع، وكانت أكذوبة العصر!
لقد كانت تحسن اللعب على التناقضات، تعادي العدو لمصلحتها، وتتفق مع الأعداء، لمصلحتها، وتحارب العدو لمصلحتها، وليس لفلسطين أساساً قيمة حقيقية عندهم؛ سوى تحقيق أهدافهم ومصالحهم الخاصة بهم.
وطالما أشبعوا الناس هتافات وشعارات رنانة لخداع الشعوب المستضعفة، وكانوا يتخذون من فلسطين ورقة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم.
وكانوا يتخذون من دعوى نصرتهم لفلسطين ورقة توت تستر جرائمهم، ووسيلة لنشر معتقداتهم وفكرهم النجس، وعفنهم الفني وعهرهم الأخلاق.
في عصر الأسد تم تخريج كثير من المخترقين ليكونوا دواعش ويقوموا بتشويه صورة اهل السنة، وهم أكثر الناس فرحاً بالغلاة وأصحاب الفكر الداعشي التكفيري، لأنهم وداعش وجهان لعملة واحدة…
وفي عصر الأسد هدمت البلدان والأوطان، فلا دنيا بنوها، ولا دينا أعزوها؛ بل انتشر النفاق والفساد.
وفي عصر الأسد عانت كثير من الدول من ترويج المخدرات والكبتاجون، فقد كانت هذه أفضل تجارة دولية تقوم بها عصابات الأسد!
عجبت والله من حجم الانخداع الكبير الذي جرى في تكرار الاسطوانة المشروخة أن نظام بشار المجرم كان حامياً للمقاومة، وما رأينا منه منذ سنوات إلا وتنتهك سيادة بلاده ويقصف كثير منها، ويُعتدى عليها، ولا يزال يحتفظ بحق الرد!
بل كان ووالده المجحوم من قبله حماة لأمن اليhود، وفي المقابل قتلوا أكثر من 40 ألف مدني مستضعف من أهل حماة، ولم يفرقوا في ذلك بين مسلم ونصراني، وطفل وكبير، وذكر وأنثى، فالكل استهدف، بل بعض المسيحيين اعتقل في سجونه أكثر من 15 عاماً..
أمّا عن تأليه أنفسهم أمام شعبهم، ورضاهم بذلك، وكثرة أصنامهم، وامتحان جنودهم للمستضعفين بأن يقولوا: لا إله إلا بشار الأسد، كان واضحاً عياناً بياناً في رائعة النهار، ولا يُنكر ذلك عاقل!
كانوا يقولون:
لا إله إلا الوطن، ولا رسول إلا البعث
ويقولون:
آمنت بالبعث رباً لا شريك له
وبالعروبة ديناً ما له ثاني.
كم كانوا يقولون:
هبوا لي ديناً يجعل العرب أمة
وسيروا بجثماني على دين برهم
ألا مرحبا بكفر يوحد بيننا
وأهلاً وسهلا بعده بجهنم!
وقد قمتُ بتتبع ظاهرة سب أو لعن الدين والرب – حاشاه عز وجل – والرسول محمد – عليه الصلاة والسلام؛ فلم يكن ذلك فعلياً منتشراً إلا في عصر حكم حزب البعث العربي الذي كان في سورية والعراق، وانتقلت منه هذه العدوى الخبيثة في لبنان وفلسطين فلقد كان هذا الحزب يُعنى بالإساءة للدين والرب والرسول، ولهذا رأينا انتشار هذه الظاهرة في هذه البلاد؛ سواءً على سبيل الغضب أو المزاح، وتكاد تعجب من سبب ذلك حيث لا تجده في بلدان إسلامية أخرى؛ والسبب واضحٌ جداً فيمن يقف وراء ذلك، والحمد لله فإنَّ هذه الظاهرة في انحسار كبير بجهود العلماء والمصلحين.
ولا ريب أنَّ هذه البلاد وإن انتهت من إسقاط هذا الظالم؛ وعصاباته؛ فإنّ كثيراً من شدائد الأمور وصعوباتها ستواجههم؛ فكثيرٌ من المكر الكُبّار، وخطط الأعداء ستواججهم؛ والأمل بالله أن يهيئ الخير لأهلها، وأن يجعل كل ما يجري في سورية لصالح الإسلام والمسلمين وفلسطين.