خليل المقداد يكتب: الطوارق.. أو «التوارك»
الطوارق مكون أساسي لشعب أزواد، وههم أحد أكثر الشعوب التي عانت من الاضطهاد والعنف التطهير العرقي في مالي.
رغم أن تعدادهم في مالي لوحدها حوالي 1.5 مليون نسمة (مسلمون سنة مالكيون) ويتواجدون في مساحة تقدر بحوالي 830 ألف كم، وهو ما يفوق مساحة فرنسا والدنمارك معا، ورغم مقاومتهم للمستعمر الفرنسي، واحتواء أرضهم على ثروات عديدة أهمها الذهب والنفط والغاز واليورانيوم، إلا أنهم محرومون من كافة حقوقهم، ليس الوطنية فحسب بل والإنسانية أيضا، ويعيشون على الرعي وتجارة الماشية ومناجم الملح.
أشد مراحل الاضطهاد بدأت بعد الاستقلال، حيث مورس بحقهم أشد وأبشع الجرائم.
تهجير ومجازر جماعية، حرق ونهب قرى، ردم وتسميم آبار، قتل مواشي، تسميم المساعدات الأممية، تعرية الرجال والنساء، وشيوخ القبائل وإهانتهم.
لقد وصل الأمر حد أن أفرادا من الميليشيات الحكومية (الجيش) قاموا بأكل لحوم ضحاياهم، وهي نفس الممارسات التي كانت تحدث في جمهورية إفريقيا الوسطى بحق المسلمين.
الحكومة الانقلابية المالية الحالية تتلقى دعما عسكريا من روسيا وتركيا، بما فيه مرتزقة فاغنر متعددة الجنسيات، وطائرات بيرقدار، وذلك في محاولة لسد الفراغ الفرنسي.
الأزواديون يدافعون اليوم عن آخر معاقلهم شمال مالي.
يرى ابن خلدون وغيره من المؤرخين أن أصل التسمية عربي، إذ سموا بـ«التوارك» لتركهم النصرانية، ودخولهم في الإسلام، ثم حرف اسمهم لاحقا ليصبح «الطوارق».
الفيديو، لآخر مواجهة بين الأزواديين ومجموعات من مرتزقة فاغنر الروسية، (وربما ما يسمى الفيلق الأفريقي) حيث اشتهرت روسيا بتشكيل فيالق المرتزقة أينما حلت.