مقالات

خليل المقداد يكتب: كلمة لشبيحة القضية والمقاومة!

يحاجج البعض أن من حق فصائل غزة التحالف مع إيران وأذرعها طالما أن العرب لم يقدموا لهم الدعم المطلوب.

السؤال هو: هل يجوز شرعا التحالف مع أو حتى تلقي الدعم من عدو يقتل المسلمين ويحتل أرضهم في أكثر من دولة، لقتال عدو يحتل فلسطين؟

الجواب: قطعا لا يجوز تلقي الدعم، فكيف بمن تحالف معهم ويشرعن ويمهد لهم ويمتدحهم صبح مساء.

العرب لم يتوقفوا يوما عن دعم كل مكونات الشعب الفلسطيني وقضيتهم وإعادة الاعمار، وخاضوا عدة حروب مع الصهاينة، وسيفعلون، لكن بالمقابل فإن فصائل غزة لديها تحالف وعلاقات عضوية مع الصفويين منذ عقود طويلة، نشأت واستمرت ونمت حتى بالتوازي مع الدعم العربي الذي لم يتوقف يوما.

المسلمون كالجسد الواحد يشد بعضه أزر بعض، فوق أي أرض وتحت أي سماء، لكن عبيد القضية والمقاومة اختصروا الأرض والسماء بفلسطين، والدين والعقيدة بالمقاومة وقتال الصهاينة، فخونوا من خالفهم وقاتلوه، ووزعوا صكوك الغفران على عدو الله وقاتل المسلمين سليماني واعتبروه شهيد القدس.

لا عذر يبيح الاستعانة بعدو أكبر وأشد أذى، على قتال عدو أصغر، فما فعله بنا الصفويون والنصيريون والحوثيون أضعاف أضعاف ما فعله الصهاينة.

لا يمكن لمسلم أن يدعي الجهاد وقتال الصهاينة، ويده بيد قاتل أهله ومحارب دينه وعقيدته ومحتل لأربع دول، فلا كان قتال ولا كان نصر وتحرير، بل هو خذلان وخسران.

ثم لو استثنينا المال النجس، ما هو هذا الدعم الإيراني الذي تتحدثون عنه؟

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وليس مطلوبا منك أن تقاتل إن لم تملك السلاح والقدرة، ولن تسأل عن ذلك مادمت تستبرئ لدينك، لكنك ستسال عن تحالفك مع عدو صائل يقتل ويهجر المسلمين وينتهك حرماتهم ويحتل أرضهم، في إيران والأحواز والعراق وسورية ولبنان واليمن، ومنذ نشأته قبل قرون وحتى اليوم.

استيقظوا من أوهامكم، واستتروا، وكفوا ألسنتكم، واخجلوا من ملايين ضحايا الصفوية والنصيرية، وعودوا إلى ربكم ودينكم القويم، خير لكم، بدل الهذر والتشبيح وتخوين الناس وشيطنتهم، فإنكم على باطل وقد صمتنا عنكم احتراما لشباب يقاتل، وشعب يذبح بسبب تهور ورعونة فصائل وثقت بالصفوي والنصيري، فكانت النتيجة استشهاد وجرح أكثر من 50 ألفا، وتهجير أكثر من مليون، وما بعد الحرب لن يكون كما قبلها وفلسطين لن تحرر إلا من خارج حدودها، وحاشى لله أن يحررها أو حتى يكون له سهم بتحريرها من يحارب دينه، ويطعن بعرض نبيه، ويسب صحابته الكرام، ويقتل أتباعه.

خليل المقداد

كاتب سياسي وباحث في الجماعات الجهادية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى