مقالات

خليل المقداد يكتب: من كتبهم!

«لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم!» علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

يقول علي رضي الله عنه شاكيا من شيعته من أهل الكوفة، ومادحا أهل الشام: ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيتي.

 استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.

أشهود كغياب، وعبيد كأرباب!

أتلوا عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالـموعظة البالغة فتتفرقون عنها، وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم، أقومكم غدوة، وترجعون إلي عشية كظهر الحية، عجز الـمقوم، وأعضل الـمقوم.

 أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة عقولهم، الـمختلفة أهواؤهم، الـمبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم!

يا أهل الكوفة، منيت منكم بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء!

تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها! كلما جمعت من جانب تفرقت من آخر.(نهج البلاغة 1/187-189).

لقد وصل بهم الأمر حد اتهامه بالكذب والعياذ بالله:

فقد روى الشريف الرضي عن أمير المؤمنين على رضي الله عنه أنه قال: أما بعد: يا أهل العراق فإنما أنتم كالـمرأة الحامل، حملت فلما أتمت أقلصت، ومات قيمها، وطال تأيمها، وورثها أبعدها، أما والله ما أتيتكم اختيارا، ولكن جئت إليكم سوقا، ولقد بلغني أنكم تقولون: علي يكذب قاتلكم الله! فعلى من أكذب؟ (نهج البلاغة1/187-119).

وقال أيضا رضي الله عنه: قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحا، وشحنتم صدري غيظا، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان. (نهج البلاغة 1/187-189).

خذلوه وخذلوا أبناءه من بعده وها هم اليوم يتباكون عليهم كذبا وزورا وبهتانا متخذين منهم ستارا لهدم الدين.

خليل المقداد

كاتب سياسي وباحث في الجماعات الجهادية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى