د. أحمد زكريا يكتب: الراشد.. عندما يبدع القلم!
الراشد يعد من أعظم منظري الحركة الإسلامية في العصر الحديث بعد سيد قطب رحمه الله، فقد تربينا على عمق معانيه، وتصويره الرائع البديع لمعاني الدعوة فأحدث نقلة كبيرة في الفكر الإسلامي المعاصر أثرت تأثيرا بالغا في الدعوة الإسلامية في العصر الحديث.
فقد توفي صباح أمس الثلاثاء 27 أغسطس 2024، الداعية والمفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد، في أحد المستشفيات الماليزية عن عمر يناهز 85 عاماً.
ويعد عبد المنعم صالح العلي العزي، وكنيته «أبو عمار»، وشهرته محمد أحمد الراشد، أحد المفكرين الإسلاميين، وله العديد من المؤلفات في العلم الشرعي والتربوي والدعوي.
ولد الراشد بحي الأعظمية بالعاصمة العراقية بغداد في يوليو/تموز 1938، وهو من عشيرة بني عز.
ودرس في كلية الحقوق بجامعة بغداد التي تخرج منها عام 1962، وعمل محامياً، ثم صحفياً، ثم تفرغ للكتابة في العمل الدعوي.
كما درس على يد الكثير من علماء بغداد، ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ محمد القزلجي.
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، في مايو 1953، وكان يستمع إلى خطب كبار الإخوان كالشيخ محمد محمود الصواف، وقصائد شاعر الدعوة وليد الأعظمي.
مع مطلع عام 1971، اضطر الراشد للاختفاء داخل العراق بسبب الظروف الأمنية، ومع مطلع عام 1972، هاجر إلى الكويت.
حيث عمل في الكويت محرراً في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح، وكتب فيها سلسلة مقالاته بعنوان (إحياء فقه الدعوة).
ثم انتقل إلى الإمارات، ثم ماليزيا وأندونيسيا والسودان فسويسرا، وتوّج نشاطاته السياسية والدعوية الممتدة على مدى نصف قرن تقريباً بتأسيس مجلس شورى أهل السنة والجماعة في العراق.
ومن أبرز مؤلفاته، سلسلة علوم الدعوة: المنطلق والعوائق والرقائق، وصناعة الحياة، والمسار، ورسائل العين، ومنهجية التربية الدعوية.
رحم الله الراشد، ورزقنا الله حسن الاستفادة بتراثه وعوضنا خيرا.