د. أحمد شحروري يكتب: هكذا علمني طوفان الأقصى
– علمني طوفان الأقصى أن أصحاب الهمة العالية وحدهم ينجِزون ويحصلون على سيادتهم، وأن المرتعشة قلوبهم وأيديهم سيبقون عبيدا.
– علمني طوفان الأقصى أن الذي لا يركب السفينة سيدركه الغرق مهما كانت صِلَته بأهل السفينة قوية، فالعبرة بقرار لحظة تفصل بين الموت والحياة.
– علمني طوفان الأقصى أن الموت ليس علامة هزيمة، فحمزة رضي الله عنه ميّت ولكنه سيد الأحياء عند ربهم، وطواغيت الأرض أحياء ولكن حياتهم منزوعة الخير والبركة.
– علمني طوفان الأقصى أن الفِتَن هي أصدق مختبر لعزائم الرجال وكرامة الدول، وأن الذي لم يُعِدَّ لمواجهة الفتنة تهزمه من أول جولة.
– علمني طوفان الأقصى أن من هبّ لإغاثة اللهفان هو صاحب التاريخ الممتد في هذا الواجب، وأن حبل المدّعين قصير.
– علمني طوفان الأقصى ألّا أصدّق زعما إلا بعد التجربة، وأن كثيرا ممّن زعموا تبنّي قضية فل سطين أظهر الط وفان خوَرَهم إلى حدّ التآمر.
– علمني طوفان الأقصى أن كل من تربى في أحضان المسجد وثبت على سلوك طريقه قادر على خوض معمعة الط وفان صادق في محاربة سباعه وذئابه، وأن خصوم المساجد هم ذراع اليهود المفسدة.
– علمني طوفان الأقصى أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يُسرا وأن الله يُنزِل البلاء ليخلّد ذكر أهله ويسكنهم وجدان الأمة لتحيى مترسمة خطاهم حتى يقضي الله أمره.
– علمني طوفان الأقصى أن عدوّ جَدّك لا يودّك، وأنه مخطئ من ظنّ يوما أن للثعلب دينا، وأن الذي يحاول تقليد سلوك الثعلب واتّباع سبيله هو أمكر منه وأشدّ عداوة للذين آمنوا.
– علمني طوفان الأقصى أن أكون متفائلا، فإن عداوة الأعراب لأصحاب السفينة كانت خيرا لنا، إذ لم تُبقِ لهم في نفوسنا ذرة ثقة نحسب بها أنهم ينتمون إلينا، وهذا يضمن نقاء صفوفنا.