د. أنور الخضري يكتب: سوريا حرة
قيام الفصائل السورية بتحرير مناطق واسعة من إدلب وحلب وحماة وغيرها، في ساعات معدودة جدا، يكشف لنا إلى أي مدى أن الأنظمة الحاكمة هشة في قواعدها،
وأن بقاءها يستند للقرارات الدولية لا للقبول الشعبي والمجتمعي،
فالناس لن تقاتل دفاعا عن هؤلاء القتلة المجرمين الناهبين لثروات البلاد والعابثين بمقدراتها والبائعين لها في أسواق النخاسة.
التحرير يقوده شرفاء ينتمون لأوطانهم ومجتمعهم وأمتهم وهويتهم، ليسوا مرتزقة ولا تكفيريين،
بل إن الغلاة التكفيريين كداعش وأمثالها هي ألغام يزرعها الأعداء أمام الشرفاء ليقطعوا عليهم الطريق،
فإذا قطعوه أعطوا للعدو الأجنبي التدخل تحت ذريعة “الإرهاب”! وهي لعبة كشفتها أحداث سوريا وليبيا ومصر واليمن.
اليوم هناك شعوب تنتظر الفرج وتنتظر العدل والأمن والسلام، تنتظر الكرامة والحرية الحقيقية لا حرية الإلحاد والفجور والكذب والتضليل،
تنتظر التنمية والبناء والعمران. لهذا فعلى العسكر وعلى المليشيات وعلى جماعات التطرف جميعا الرحيل فما عادت تقبل ويرضى بها.
وهنا سيقال عن أبطال سوريا:
1- عملاء للصهاينة والأمريكان: وهي تهمة يطلقها أتباع إيران الذين ساندوا الأمريكان في أفغانستان والعراق ودخلوا فوق دباباته وتحت قيادته،
وساندوا روسيا في سوريا ومكنوها من احتلال بلد عربي كما فعلوا مع الأمريكان من قبل.
كما يطلقها الغلاة المتطرفون الذين بات ارتباط قياداتهم بإيران مكشوفا وتنسيقهم مع أذرعها واضحا.
2- غلاة تكفيريون: وهذه تهمة سيطلقها أتباع الروس والأمريكان من أقليات دينية مختلفة، وعلمانيين، وملاحدة، وعملاء للغرب،
بحيث يعطوا للغرب مبررات القضاء عليهم وسفك دمائهم تحت لافتة الإرهاب.
3- غوغاء وهمج: وهي تهمة الخاملين والفاشلين الذين لم يوجدوا للواقع حلولا ولا مبادرات، وإنما يحلمون بنصر مثالي وربح دون تكاليف.
لهذا، على المسلم ألا يستمع لهؤلاء، وللدعايات المضللة، وأن يعلم من يقف وراءها وما يراد منها.
سوريا تتحرر، وتحررها خطوة قيمة، وطبيعي أن يتم تحررها مع قدر من العقلانية والحسابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدولية،
وكلنا أمل أن يتجاوز أبناء سوريا محنتهم وأزمتهم التي طالت، وأن يتوحدوا ويخلقوا واقعا يفرض على جميع الدول الظالمة الرضوخ له والتسليم به،
ولا داعي حاليا لأي مماحكات هامشية وكيدية تضر بالجميع وبسوريا كوطن.