الأمة : أعلن الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن المكتبة بصدد تنظيم منتدى دولي للسلام والتسامح ، والذي يأتي في إطار اهتماماتها بمد جسور التعاون والتفاهم بين الثقافات والمجتمعات المختلفة حول العالم، وتقديم رسالة هامة بضرورة الانفتاح على الإنسانية جمعاء.
جاء ذلك خلال كلمة د. أحمد زايد في افتتاح فعاليات مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية تحت عنوان “دور الجامعات في إثراء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب”، امس الأربعاء، بحضور الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى؛ رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور أسامة الأزهري؛ مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية.
والدكتور عبد العزيز قنصوه؛ رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتور عصام الكردي؛ رئيس جامعة العلمين الدولية، والدكتور سامي الشريف؛ الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والأنبا بافلي؛ الأسقف العام لكنائس المنتزه وشباب الإسكندرية، والدكتورة جاكلين عازر؛ نائب محافظ الإسكندرية، وقدمه الكاتب والإعلامي الدكتور جمال الشاعر.
وعبر “زايد” عن فخر المكتبة باستضافة هذا المؤتمر الهام الذي يضم حشد هائل من العلماء والمفكرين، مؤكدًا إنه يناقش قضية هامة لأنها ترتبط بالعالم، والذي يشهد الكثير من التغيرات بعضها إيجابي مثل التطور التكنولوجي، ولكن على الضفة الأخرى شهد تغيرات سلبية تتنافى مع الأخلاق والإنسانية، فقد وصل عدد النازحين إلى ٧٦ مليون نازح جراء الحروب والنزاعات.
وأوضح “زايد” إن العالم يحتاج بأن تبدأ منتديات الفكر وعلى رأسها الجامعات في مناقشة مصير العالم والروابط التي تجمع العلاقات بين أفراده، إذ إن بحث ودراسة الجامعات لهذه القضية له عدة أوجه يمكن أن تعمل في إطارها.
فهي مخزن المنطق والعقلانية والتفكير ولذلك فهي قادرة على أن تحقن في جسد العالم هذا القدر من العقلانية والأخلاقية والإنسانية، وتصبح وسيط لتكوين الوعي.
وأضاف “زايد” إن الجامعة قادرة على تطوير البحث العلمي وقراءة التاريخ، ودراسة العلوم الإنسانية والطبيعية، لتقديم إسهامات وحلول للتحديات التي تواجه العالم، بالإضافة إلى أهمية تطوير مناهجها التعليمية لرفع وعي الشباب وإعدادهم للمستقبل، والتعرف على تاريخ العالم والمشكلات الأخلاقية التي تواجهه. مشيرًا إلى أن العالم في حاجة إلى تطوير مفهوم الإنسانية.
العيسي : كتاب صدام الحضارات يعمق الخلافات
وفي بداية كلمته؛ عبر الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى؛ رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، عن سعادته وفخره بالتواجد في مكتبة الإسكندرية من أجل التحاور في قضية مهمة يتطلبها السياق العصري الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي، مشيرًا إلى سعي البعض لاختطاف حقيقة الإسلام من سماحته وسعة أفقه، غير أن علماء الأمة وغيرهم ممن نطقوا بالحق انتصروا لهذه الحقيقة.
وأوضح “العيسى” إنه لسنوات طويلة تم الحديث عن حوارات بين الشرق والغرب غير أنها لم تتجاوز الكلمات واستمرت السجالات بين الشرق والغرب، منتقدًا كتاب صدام الحضارات لكاتبه صامويل هنتنغتون، التي يسعد بعض المتطرفين من الشرق والغرب بالنفخ فيها ليتفاقم الصراع والصدام بين الجميع.
وأضاف “العيسى” إن يدعو الأمم المتحدة للتحدث عن تحالف الحضارات وبناء الجسور بين العالم الذي يحمل قيمة إنسانية مشتركة، حيث يوجد بين الحضارات مشتركات كثيرة لابد من تبادل الآراء بشأنها.
ومن هنا جاءت هذه المبادرة للتفاعل بين الشرق والغرب بشكل يتجاوز الكلمات، متابعًا “عندما عرضت المبادرة على الأمين العام للأمم المتحدة رحب بها فهي بمثابة مد يد الشرق إلى الغرب”.
وشدد “العيسى” أهمية الدور الذي لابد أن يقوم به المتحاورين من خلال إطلاق مبادرات عملية، تستنهض همم الجامعات في العالم العربي والإسلامي من أجل خطو خطوات مدروسة، لتعزيز الوعي من خلال المناهج الدراسية، خاصة وأن أغلب المؤسسات التعليمية في العالم العربي إلا ما ندر تركز على العلوم وتتجاهل التربية والسلوك.
وتحدث الدكتور أسامة الأزهري؛ مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عن تجربة الإمام حسن العطار؛ شيخ الأزهر السابق، الذي عاصر دخول الحملة الفرنسية مصر وثورات القاهرة واقتحام الخيول للجامع الأزهر، ورأى صدام الحضارات في أبهى صورة ولكنه رغم ذلك قدم رؤية لحوار الحضارات.
وأوضح “الأزهري” إن الشيخ حسن العطار خرج في سياحة حول العالم ونسج الراوبط العلمية في القدس والأردن وسوريا وتركيا وألبانيا، وأمضى ١٠ سنوات في هذه الرحلة، جعلته يرى ثقافات العالم، وبعد توليه إمامه الأزهر الشري…