د. خالد فهمي يكتب: الطوفان الجديد «2»
▪️ يقول الحق ذو القوة المتين سبحانه:
وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا [سورة الإسراء 17/2].
هذه آية منهج بامتياز! وهى آية تفسر أسباب التوحش الحاصل من ورثة القوم المذكورين، وتفسر وضاعة مسلك حفدة القوم المذكورين في اللحظة الراهنة.
▪️ الآية تقرر أن ثمة نسخة منيرة من وحي السماء تنزلت على موسى عليه السلام، وأن هذه النسخة المنيرة من وحي السماء كانت مجعولة منهج هداية للقوم المذكورين الذين نزل فيهم الكتاب المذكور وهو التوارة.
▪️ الآية تحتمل أن يكون موسى هو الهدى المرسل الواصل إلى بني إسرائيل، وتحتمل أن يكون ما جاء به من الوحي أو التوراة هو الهدى المرسل المنزل من السماء وفي الحالين فإن كل مخالفة يرتكبها القوم هي يقينا مما ليس من هدى موسى ولا من هدى التوراة تاريخ الإسراء المذكور في الآية السابقة على هذه الآية يقرر أن موسى تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم مأموم به في الصلاة المذكورة في الإسراء بالمسجد الأقصى، وتاريخ نسخ الوحي جميعا يفرض ألا يقع بينها التناقض المرعب الحاصل اليوم.
▪️ القرآن الكريم يعالن بأنه مهيمن على ما قبله من نسخ الوحي المنزلة، والإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق الآية بحقيقتها التي تعلنها في المفتتح تقرر أن الحق والنور والهدى في صف الأمة القائمة على حياطة الحق و تغذية النور وتعميق الهداية.
▪️ الآية تعالن بأن الحق في صف الأمة التي لا تدمر، ولا تقتل ولا تحرق ولا تقصف بيوت الله، ولا تروع الناس جميعا الآية تعالن أن الذين أوتوا الكتاب الذي نزل على موسى لم يعد لهم وجود في الحياة وإن الذين تنزلت عليهم التوراة هدى، أو أرسل لهم موسى هدى لم يعد لهم وجود في الحياة، ذلك أن التهديم، والتحريق والتقتيل، والترويع والتمثيل بالجثث، وتدمير الثمر والشجر وتجفيف الجداول والأنهار، وتسميم مظاهر الحياة ليست من الهدى المذكور وليست من مواريث أي نسخة من نسخ الوحي وليست من تاريخ أي نبي من الأنبياء.
▪️ الآية ولأول مرة فيما يبدو توضح قول النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم «نحن أولى بموسى منهم»؛ لأننا الأمة المقاومة التي تعمل على تعبيد الأرض لله، لا لصهيون ولأننا الأمة المقاومة التي ترعى سيرة موسى المبعوث هدى للناس، ولأننا الأمة المقاومة التي ترعى التوراة المنزلة هدى للناس، ولأننا الأمة التي ترعى كل مناطق الضعف، وتتأنس مع الطفولة فلا تروعها، وتتأنس مع الأمومة المرهقة فلا تعذبها، ولا تروعها في ذات نفسها ولا في ذات ولدها الذين توحشوا هم الذين كفروا بموسى، وهم الذين كفروا بالتوراة والذين عاثوا في الأرض فسادا فدمروا، وحرقوا، وقتلوا، وقصفوا دور العبادة، ودور الشفاء، هم الذين كفروا بموسى وكفروا بالتوراة الذين غرقوا في مستنقع الخسة ليسوا هم بني إسرائيل الذين آتاهم الله النور القديم ولا الهدى القديم، ولا الحق القديم، لقد أطفئوا النور، وتنكروا للحق، وشوهوا الهداية وانحرفوا عن مساراتها.
▪️ الآية تأمرهم بألا يتخذوا من دون الله الذي بعث فيهم موسى هدى، وأنزل إليهم من طريق التوراه هدى – وكيلا، أي ربا يعتمدون عليه من دونه، او يتوكلون عليه من دونه.
▪️ الأية تعالن من وجه ظاهر أن القوم الذين ينسبون أنفسهم إلى موسى ليسوا منه في شيء، وتعالن بأن القوم الذين يتخذون التوراة منهجا ليسوا منها في شيء؛ لأنهم خالفوا عن أمر مرسل موسى وأمر منزل التوراة أمرهم فخالفوه واتخذوا من مبادئ الصهيونية كتابا من دون الوحي واتخذوا من زعماء الصهيونية أئمة من دون موسى وهارون.