أقلام حرة

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: أدعية آخر سورة البقرة

هذه الأدعية السبعة العظيمة التي خُتمت بها سورة البقرة:

١- ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

٢- ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا

٣- ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به

٤- واعف عنا

٥- واغفر لنا

٦- وارحمنا

٧- أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

أدعية عظيمة جمعت خيري الدنيا والآخرة، واستوعبت الحياة الدنيا بمشاقها والكبد الذي خلقنا فطرةً فيه، واستوعبت عظمة الشريعة الإسلامية التي نسخت الإصر والمشاق التشريعية التي كانت في شرائع من قبلنا.

وقد فعلتَ يا رب فلك الحمد.

واستوعبت هذه الأدعية العظيمة رحمة الله بنا في عدم مؤاخذتنا على الخطأ والنسيان؛ والفرق بينهما -كما يقول السعدي رحمه الله- أن النسيان: ذهول القلب عن ما أمر به فيتركه نسيانا، والخطأ: أن يقصد شيئا يجوز له قصده ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله، فهذان قد عفا الله عنا ما يقع بهما رحمة بنا وإحسانا.

وقد فعلتَ يا رب فلك الحمد.

واستوعبت أيضا طلب العفو والمغفرة والرحمة، وأي فضل وأي نعمة بعد عفو الله ومغفرته؟ فالعفو والمغفرة يحصل بهما دفع المكاره والشرور، والرحمة يحصل بها صلاح الأمور.

أنت مولانا؛ أي -كما يقول السعدي رحمه الله- ربنا ومليكنا وإلهنا الذي لم تزل ولايتك إيانا منذ أوجدتنا وأنشأتنا فنعمك دارة علينا متصلة عدد الأوقات، ثم أنعمت علينا بالنعمة العظيمة والمنحة الجسيمة، وهي نعمة الإسلام التي جميع النعم تبع لها.

فنسألك يا ربنا ومولانا تمام نعمتك بأن تنصرنا على القوم الكافرين، الذين كفروا بك وبرسلك، وقاوموا أهل دينك ونبذوا أمرك، فانصرنا عليهم بالحجّة والبيان والسيف والسنان، بأن تمكن لنا في الأرض وتخذلهم وترزقنا الإيمان والأعمال التي يحصل بها النصر.

فإذا دعوت بهذه الدعوات -وأنصح أن تقرأها مفردة دعوة دعوة؛ تقف عند كل دعوة منها- أو سمعت القارئ أو الإمام في الصلاة يقرأ بها فمرّر هذه المعاني وهذه العطايا على فكرك وعقلك؛ ليخشع لها قلبك وتطمئن لها نفسك وتخضع لها جوارحك وتُرزق الرضا عن ربك ومعبودك سبحانه وتعالى.

أدع بأدعية القرآن الكريم، ودع عنك الأدعية المنمقة المسجوعة؛ فإن أدعية القرآن الكريم والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم خير الأدعية بلا شك، فاقصد البحر وخل القنوات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى