مقالات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: في رحاب سورة النجم

 لسورة النّجم رونق خاص، وأسلوب متفرد، وملامح متميزة، ووقع عجيب على النفس..

وفيها من الاتّساق النّصي، وروعة البيان، وجمال الألفاظ، وقوة الحجة -بأقصر عبارة وأخصر كلام- الشّيء العجيب..

تركّز سورة النجم على قضية صدق الوحي، وتُعلي من مقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..

 كما تثبت السورة الكريمة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام على صورته الحقيقية.. وهي صورة عظيمة ضخمة تسد الأفق كله..

 وتذكر السورة الكريمة أن الشفاعة في الآخرة لا تكون إلا بشرطين؛ الإذن للشافع، والرضا عن المشفوع له.

 وتقسم السورة الكريمة الذنوب إلى قسمين؛ كبائر وصغائر…

 وتنهى السورة الكريمة عن تزكية النفس، فالله وحده هو أعلم بمن اتقى..

 وتحذر السورة الكريمة من اتباع الظن وهوى النفس..

وتوضح السورة الكريمة أن عدم التأثر بالقرآن نذير خطر عظيم..

كانت هذه 👆 هي أهم القضايا التي تعرض لها السورة الكريمة..

وفي السورة الكريمة:

✍ يُقسِم الله جل وعلا بالنجم إذا سقط؛ ما انحرف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية، وما صار غويا، ولا يتكلم بهذا القرآن من هواه، بل هو وحي من الله يوحيه إليه عن طريق جبريل عليه السلام.

✍ يعلمه جبريل هذا الملك الشديد القوة؛ ذو الهيئة الحسنة، التي استوى بها ظاهرا للنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته التي خلقه الله عليها وهو بالأفق الأعلى.

✍ ثم اقترب جبريل عليه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم وازداد قربا؛ فكان قريبا منه بمقدار قوسين، بل أقل.. فأوحى له ما شاء الله له.

✍ وما كذب قلب النبي صلى الله عليه وسلم فيما رآه أيها المشركون فتجادلونه فيما رآه ليلة أسري به صلى الله عليه وسلم؟

✍ ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته مرة أخرى ليلة الإسراء، عند سدرة المنتهى التي هي شجرة في السماء السابعة، وعند هذه الشجرة جنة المأوى..

✍ وهذه الشجرة يغشاها من أمر الله شيء عظيم لا يعرف حقيقته إلا الله عز وجل.

✍ وما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا ولا شمالا وما تجاوز المحدد له..

✍ وقد رأى صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به من آيات ربه العظمى؛ مثل الجنة والنار وغيرهما من عظيم خلق الله في الملأ الأعلى.

✍ فهل ترون أيها المشركون الأصنام التي تعبدونها من دون الله مثل اللات والعزى ومناة.. هل تملك لكم هذه الأصنام شيئا؟

✍ وتجعلون لكم الذكر ولله الأنثى وهي قسمة جائرة.. وما هي إلا أسماء فارغة سميتموها أنتم وآباؤكم بظنكم، رغم ما جاءكم من الهدى والبيان..

✍ والأمور ليست بالأماني، ولا تكون شفاعة في الآخرة إلا لمن يأذن الله له بها، وحتى يرضى عن المشفوع له..

✍ ومن عجيب أمر الكفار، وبظن منهم لا يغني من الحق شيئا؛ أنهم يسمون الملائكة أسماء الأنثى لاعتقادهم الباطل أنهم بنات الله! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

✍ فأعرض أيها الرسول عن من أدبر عن ذكر الله ولا يريد الا الدنيا.. فهي غاية ما يعلمون.

✍ وهذا الكون كله لله وحده.. فهو خالقه ومالكه ومدبر أموره.. يجزي المسيئين بإساءتهم ويجزي المحسنين بالجنة..

✍ وأكرم وأنعم بمن يبتعدون عن كبائر الذنوب.. لكن صغائر الذنوب تغفر لهم بتركهم الكبائر.. فالله عظيم المغفرة، وهو سبحانه عليم بأحوالكم وجميع شؤونكم، منذ خلق أباكم آدم من تراب.. وحين كنتم في بطون أمهاتكم..

✍ فلا تثنوا على أنفسكم ولا تمدحوها بالتقوى؛ فهو سبحانه أعلم بمن اتقاه بامتثال أمره واجتناب نهيه..

✍ أفرأيت حال من أعرض عن الإسلام.. ولم يعط إلا القليل وبخل ومع ذلك يزكي نفسه.. فهل يعلم الغيب أو يراه حتى يحدث به؟!

✍ أفلا يعلم هذا المتحدث بالغيب بما في الصحف التي أنزلها الله على موسى عليه السلام، ونبيه الخليل إبراهيم عليه السلام الذي فعل كل ما كلفه الله به؟

✍ أن لا يحمل إنسان إثم غيره، وأن ليس لإنسان إلا ثواب عمله؛ الذي سوف يراه عيانا يوم القيامة.. فيعطاه تاما غير منقوص.

✍ وأن إلى ربك أيها النبي الكريم مرجع العباد ومصيرهم يوم القيامة..

✍ وأن الله هو يفرح من يشاء فيضحكه ويحزن من يشاء فيبكيه..

✍ وأنه سبحانه من يميت الأحياء في الدنيا ويبعثت الموتى في الآخرة..

✍ وأنه سبحانه وتعالى خلق الصنفين الذكر والأنثى من نطفة إذا وضعت في الرحم..

✍ وهو سبحانه من يخلقها مرة ثانية بعد موتها للبعث..

✍ وهو وحده من يغني من يشاء من عباده ويعطي من يشاء ما يتخذ من المال ويقتنى..

✍ وأنه سبحانه هو رب النجم الذي يعبده بعض المشركين ويسمونه الشعرى..

✍ وأنه سبحانه من أهلك عادا قوم هود عليه السلام، وثمود قوم صالح عليه السلام فلم يبق منهم أحدا..

✍ وهو وحده من أهلك قوم نوح من قبلهم، وكانوا أشد ظلما وطغيانا..

✍ وهو سبحانه من أهلك قوم لوط عليه السلام، حيث رفع قراهم إلى السماء ثم أسقطها إلى الأرض، فغشاها من الحجارة ما غشاها..

✍ فبأي آيات الله الدالة على قدرته تجادل أيها الإنسان؟!

✍ فهذا الرسول المرسل إليكم من جنس الرسل الأولين..

✍ وقد اقتربت القيامة.. ليس لها دافع يدفعها إلا الله وحده..

✍ أفمن هذا القرآن الذي يتلى عليكم تعجبون أن يكون من عند الله؟!

✍ وتضحكون منه استهزاء به.. ولا تبكون عند سماع مواعظه..

✍ وأنتم لاهُون عنه لا تبالون به!..

✍ فاسجدوا لله وحده واعبدوه وحده مخلصين له..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى