د. سعد فياض يكتب: واجب بذل الجهد
في الإسلام هناك حق واحد في كل مسألة والواجب بذل الجهد لمعرفته واعتقاده والعمل به..
والإسلام بهذا دافع للكمال البشري والمثالية في كافة المجالات..
فالأصل في النفوس وجوب تزكيتها وإصلاحها ومن غير المقبول التمادي مع أهوائها ونزواتها
والأصل في المجتمع إقامة المعروف والنهي عن المنكر وتغييره
والأصل في المعتقدات سوى الإسلام البطلان والتضييق عليها والسعي لتغييرها
كل هذا قد يبدو تصوره كواقع شاقٌ وعسيرٌ، أو يبدو للبعض كمثالية حالمة أبعد ما تكون عن التطبيق في واقع الناس للوهلة الأولى
على نقيض أوهام الطرح الغربي في التنمية البشرية والتربية الحديثة القائمة عن تقبل الخطأ والخطيئة كحرية شخصية مع فكرة براقة وهي نسبية الخطأ والحاجة لتقبّله في حيّز الاختلاف الثقافي، وأما النزوات فهي جزء من تكوين الانسان يجب إشباعها والسعي لكبتها يولد الأمراض المجتمعية والعقد النفسية..
لكن هؤلاء المبهورون بهذا الطرح الغربي يغيب عنهم أمور منها
أن الإسلام لم ينبذ المذنب من المجتمع ولَم يحكم على المخطئ بالطرد والحرمان ولكنه يدفعه للتوبة والإصلاح ويعتبر ذلك يجب ويمحو ما قبله، ولا يقبل تعيير مذنب بذنب تاب منه ولا شخص بذنب شخص آخر، فهو يتقبل الخلل كأمر مجبول في النفس لكنه يدفعه لاصلاحه..
وأن الاسلام هو الدين السماوي الذي أباح الأطعمة في أصلها وفتح باب التملك وفضل الزواج وجعل في علاقة الزوجية الثواب والأجر وغير ذلك مما يتواكب مع النفس البشرية، ولكنه قنن كل ذلك حتى تتوازن النفس بين الروح والجسد والعقل والشهوة
وأنه إن كان جعل النسبي مطلقا خطأ فأسوأ منه جعل المطلق نسبيا حيث تنحل أواصر المجتمع وتنهدم أركانه
وأن تقبل كل خطيئة باعتبارها أمر نسبي هو غلق لأبواب الارتقاء البشري وتشويه لجمال الحياة وهو كتقبِّل القمامة في الحديقة يشوه متعة الجلوس فيها
إن غياب هذا عن تصورهم هو ما فتح باب الانهيار الأخلاقي والمجتمعي الذي كانوا يزعمون استحالة حدوثه
والحقيقة أن حاجة البشر للرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء فيها من نور وروح وهدى أشد من حاجتهم للنور والهواء وإلا فهو تيه الدنيا وعذاب الآخرة، ولكن هل من متذكر؟!