مقالات

د. سعد مصلوح يكتب: من الحقيبة (12).. مناقشات الأطاريح العلمية بين عهدين

 ((قال لي شيخي ومعلمي عبد الرحمن أيوب رحمه الله يومًا

ما ترجمانه: صدقني لقد ضقت ذرعا بالامتيازات ومراتب الشرف الأولى التي تبعزقها لجان الحكم على الرسائل بلا حساب، وتمنح لكل من طرق الباب وإن كان ذَا بضاعة مزجاة

[قلت: لمّا تكن قد ظهرت بعدُ تلكم العبارة الصارخة الكاسحة «التوصية بالطبع على نفقة الجامعة والتبادل بين الجامعات»]،

حتى كدت أرى بمفهوم المخالفة – والكلام لا يزال لشيخنا – أن عنوان التميز الحق هو تقدير

«جيد» أو «جيد جدا»؛ فربما كان أبلج دلالة على قيمة العمل وجدية المناقشة. ثم قال رحمه ضاحكا: ما رأيك أن تكون التجربة الأولى من نصيب رسالتك؟. قلت له صادقا إن شاء الله: التقدير لا يعنيني كثيرا، وحسبي أن تكون راضيا عن العمل؛ لأَنِّي أعلم يقينا أنك لا ترضى إلا عما هو حقيق بالرضا.

لكني أدركت الآن لِمَ يفرُّ طلاب الدراسات العليا – ولا سيما المعيدون – من إشرافك عليهم، ويستوصون ويستعطفون أعضاء مجلس القسم ألا يكون الإشراف على رسائلهم من نصيبك)) (قلت:لَسْتُ أحاشي منهم إلا العزيز طاهر راغب الذي كان أول أمره رفيقي الوحيد في الحظوة بإشراف شيخنا، ثم اختطفه قسم التاريخ من قسم علم اللغة فظفر منه بباحث جاد رصين))

 أقول: كان هذا في عام ١٩٦٨، وها نحن أولاء في عام ٢٠١٨. وللقارئ العزيز أن يحسب فارق الأعوام وفحوى الكلام بين ما كان وما يكون.

د. سعد مصلوح

أستاذ في اللسانيات والنقد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى