مقالات

د. سعيد إسماعيل يكتب: للتطبيل والتزمير تاريخ؟!

  لعبت الطبيعة الجغرافية لمصر، منذ بواكير تاريخها، دورا ملحوظا في التأسيس للاستبداد، الذي يستتبع عادة، شيوع مظاهر نفاق وتملق، وتطبيل وتزمير للسلطة القائمة..

  وللدكتور جمال حمدان دراسته الشهيرة الرائعة (شخصية مصر)، تمتلئ بالعديد من الأمثلة على الجذور (الطبيعية) لنشأة الاستبداد في مصر، وتمترسه، مما قد يفسر أن لقب حاكمها (زمان): الفرعون، أصبح قرينا للاستبداد وقسوة السلطة، والانفراد بسلطة التقدير والتقييم!!

   ونموذجا لذلك، بين يدي الآن عدد جريدة الأهرام الصادر في 15 مايو 1971، حيث يتصدره حديث أنور السادات:

  (هذه هي الحقائق، وأترك الحكم عليها للشعب)

  (السادات في حديث رائع ومخلص، يفتح قبة للشعب ويطلعه بأمانة المكاشفة على كل شيء)

  مع ملاحظة أن محمد حسنين هيكل كان هو رئيس تحرير الأهرام، وكان في ذلك الوقت في أزهى طيب العلاقة مع السادات، ثم كتب عنه، فيما بعد، عندما ساءت العلاقة بينهما كتابه الشهير (خريف الغضب)؟!!

  ومعظم صفحات عدد الأهرام هذا، تزدحم بصور التأييد والتفخيم والتبجيل للسادات. حتى الإعلانات، والأخبار، والمقالات..

د. سعيد إسماعيل علي

خبير وكاتب مصري في المجال النفسي والتربوي،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights