مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: حظر النقاب.. واستعجال العقاب..!

لمصلحة من يصدر بمصر تعميم يشبه القوانين؛ يحظر ارتداء النقاب في دور العلم؟ ولحساب من تقيد حرية من يردن الطهر والعفاف، في وقت تفتح فيه كل أبواب التحلل والإسفاف؟!

معلوم أن الحظر بلا سبب شرعي تحريم.. والتحريم تشريع؛ فمن هذا الذي يجرؤ على منع ما جاء به الشرع ..؟

نفهم أن يصدر أمر بمنع احتكار بعض السلع، أو حظر تشييد المباني إلى أجل، أو تقييد الاستيراد لمصلحة التصدير.. أو نحو ذلك مما قد تختلف فيه وجهات النظر للمصلحة..

لكن كيف نفهم إتاحة الحريات لكل أصحاب الموبقات، وتحرم منها الشريفات الطاهرات؟

 لا شيء يدفع لحظر النقاب على الطالبات في دور التعليم إلا الجرأة على الشرع والدين، وهي جرأة لا نراها ولا نسمع بها في مواجهة المفسدين الذين ينتهكون محارم الله جهرا، وينتهكون حقوق خلق الله علنا..

لنا أن نتساءل.. أين هذه الجرأة و«الشجاعة» مع من يحطمون العقائد والشرائع والقيم، ويتخطون فيها كل الخطوط الحمر، بما يوجب فيهم إقامة الحدود ، لولا منعها وما يفرض عليها من قيود..!

أين جرأة من يحظرون النقاب مع يسبون دين الله جهرا؛ في الليل والنهار بما يستوجب عقوبة الردة..؟

وأينها مع من لا يشتمون علنا إلا بالقذف الموجب لحد الجلد..؟

ولماذا نفقد هذه الجرأة في التعامل الحاسم مع أصحاب العلاقات المحرمة التي كثيرا ما توجب عقوبات الزناة أو فاعلي قوم لوط..؟

ولماذا تغيب الجرأة ضد من تثبت عليهم جرائم السرقات الكبرى التي حددت الشريعة عقوباتها الرادعة..؟

وأين هذه الجرأة مع القتلة والملحدين الكفرة، ولماذا لا نراها مع المفسدين الفجرة؟

كأن المسارعين في التهوين من حرمات الدين وكرامة المسلمين يستعجلون مزيدا من الضراء والبأساء، ويستجلبون بأفعالهم البلاء والغلاء، وكأنهم لا يسمعون ولا يعون، فلا يرعوون لخطاب الوحي الذي تصدقه أحوال العالم حولنا: في قول الله عز وجل:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون (٤٤) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٥)}

[من سورة الأنعام].

د. عبد العزيز كامل

‏دكتوراة في أصول الدين‏ في ‏جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى