د. عبد الكريم بكار يكتب: ما يحدث في سوريا.. خمس حقائق يجب أن نفهمها

1️⃣ حدث مخطط له
ما شهدناه في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية لم يكن عفوياً، بل كان مدبراً بعناية. هناك قوى محلية وإقليمية لم تكن يوماً مرتاحة لرؤية سوريا حرةً ومستقلةً، ولم يعجبها أن يعود الشعب إلى الحياة الطبيعية، أو أن يخرج المعتقلون من السجون، أو أن تبنى البلاد من جديد. هؤلاء هم الذين يقفون خلف ما يحدث اليوم، بأدواتهم وأساليبهم الخبيثة.
2️⃣ حملة تشويه ممنهجة
هناك دلائل واضحة تؤكد أن بعض الجماعات غير الحكومية قدمت دعماً خفياً لمجموعات تتنكر بصفة “حماة الوطن”، لكن هدفها الأساسي كان تنفيذ عمليات وحشيةً ضد المدنيين، ليس لأغراض عسكريةٍ، بل فقط لتشويه صورة القوات السورية الحقيقية. دعونا نكون واضحين: المدافعون الحقيقيون عن سوريا لن يرتكبوا هذه الفظائع أبداً. هؤلاء الذين ضحوا لحماية هذا الوطن يعرفون تماماً ما يفعلون، وانضباطهم يشهد لهم.
3️⃣ حرب رقمية مليئة بالخداع
اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجةً ضخمةً من المعلومات المضللة، مصدرها آلاف الحسابات المزيفة التي أنشئت في دول مجاورةٍ مثل العراق ولبنان وإيران. هذه الحسابات تنشر رواياتٍ كاذبةً بهدف تضليل الرأي العام الدولي، وبث الإحباط في نفوس السوريين الذين يحتفلون بتحرر بلادهم. إذا دققتم في هذه الحسابات، سترون بوضوحٍ كيف تعمل بشكلٍ منسقٍ لضرب سمعة الذين يبنون مستقبل سوريا.
4️⃣ انتقام المهزومين
أولئك الذين ازدهروا في الفوضى، والذين دمروا سوريا لسنواتٍ، وجدوا أنفسهم فجأةً خارج اللعبة. والآن، بدلاً من الاعتراف بسقوطهم، يلجؤون إلى خلق الفوضى والتلاعب بالرأي العام، في محاولةٍ يائسةٍ لاستعادة نفوذهم. ليس مفاجئاً أن أولئك الذين فقدوا سيطرتهم يحاولون تشويه الإنجازات التي تحققت، ولكن يجب ألا نقع في فخهم.
5️⃣ قوة المدافعين عن سوريا
على مدار الأشهر الماضية، رأينا بأعيننا كيف يعمل الجيش السوري بأفضل صورةٍ ممكنةٍ، بروحٍ عاليةٍ وانضباطٍ لا مثيل له. هؤلاء رجالٌ صائمون في رمضان، يصلون خمس مراتٍ في اليوم، يضحون بأنفسهم ليس من أجل المال أو السلطة، بل من أجل حماية بلادهم. هؤلاء لن يؤذوا المدنيين أبداً. نعم، ربما يكونون صارمين مع الذين قاتلوا ضد سوريا، لكنهم لن يرتكبوا الجرائم التي يروج لها زوراً وبهتاناً. لا تدعوا الصور المفبركة والأخبار الملفقة تهز ثقتكم في من يحرسون الوطن.
رسالة إلى كل سوري وإلى كل من يحب سوريا
لا تصدقوا حملات التشويه الإعلامي، ولا تسمحوا للروايات الكاذبة بأن تزعزع ثقتكم في المسار الذي تسير فيه سوريا. كونوا أقوياء. قفوا مع من دافعوا عن سوريا وكرامتها. الذين استقبلوا الناس في الشوارع بوجوهٍ مبتسمةٍ لن يتحولوا بين ليلةٍ وضحاها إلى قتلةٍ – هذه كذبةٌ، وهذه مؤامرةٌ واضحةٌ هدفها كسر معنويات السوريين.
ما يحدث اليوم ليس هجوماً على أفرادٍ، بل على رؤية سوريا الحرة القوية. اصبروا، واثبتوا، فالحقيقة ستتكشف قريباً، وعندها سيعرف التاريخ من كان ثابتاً ومن انساق خلف الأكاذيب.