د. عبد الله كمال يكتب: بين الفضل والفرض
مما يطيل دهشتك ويثير عجبك أن تجد ممن ينسب للعلم ويستميت في الدفاع عن المذاهب الفقهية ويعيب على غيره عدم التمسك بها- وحُق له-، تجده وقت حاجته يضرب بنفس تلك المذاهب عرض الحائط إن خالفت ما يدعوا إليه، عندها تعلم أن الأمر مجرد هوى.
يتجلى هذا في حكم النقاب المثار حاليا؛
فمعتمد المذاهب الفقهية والدلائل الشرعية وما تعلمناه في أزهرنا الشريف أن النقاب دائر بين الفضل والفرض، لكن العجب أن ترى نفس أولئك الذين صدعونا بضرورة اتباع المذاهب الأربعة يصرحون هنا وهناك عقب إثارة القضية بأن النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين. فواعجباه! أين اختفى دفاعكم عن المذاهب؟ لما لا تبرزون للناس أقوال الفقهاء؟ وتتخففون من تبعة السؤال بين يدي الله يوم لا ينفع مال ولا بنون، ألا قاتل الله الهوى وحب الدنيا.
فالله الله في تعلمنا أمور ديننا؛ حتى لا تتقاذفنا الأقوال، وتتلاعب بها رياح الأهواء.