د. غازي التوبة يكتب: الثورة الفرنسية وعلمنة أوروبا!
قامت الثورة الفرنسية عام ۱۷٨٩م، والتي اقتلعت الدين من فرنسا، وفصلت الدين عن شؤون الحياة، وحصرته في الكنيسة،
وأنشأت العلمانية التي بدأت بفصل السياسة عن الدين، ثم توسعت لتفصل كل شؤون الحياة عن الدين، من أخلاق واقتصاد وعلم وفن وإدارة إلخ ….
ولم تكتف العلمانية بفصل تلك الموضوعات عن الدين، بل اعتبرت الدين يقوم على الخرافات والأوهام والخزعبلات،
وأنه محل استغلال رجال الدين والكهنوت وهو ضد التقدم والنهضة والحضارة والعلم،
واعتبرت أن المادة أصل الكون، وأن البعث والجنة والنار والملائكة والشياطين إلخ …. كلام لا أصل له.
وبهذا أرست الثورة الفرنسية المكون اللاديني في الحضارة الغربية، والذي أصبح أصلاً رئيسياً فيها، والذي تمثل في محور فكري رئيسي هو العلمانية»، والتي تنطلق من معاداة الدين، ومحاربته، والتضييق عليه وحصره في الكنيسة، وإبعاده عن التأثير والتدخل في كل شؤون الحياة الأخرى، مثل: الاقتصاد، العلم، الأسرة، المجتمع إلخ ….
ثم انتقلت مبادئ الثورة الفرنسية والتي تقوم على فصل الدين عن السياسة، وحصره في الكنيسة، وعدم السماح له بالتدخل في شؤون المجتمع إلى كل أوروبا، وترسخت العلمانية في كل أوروبا خلال فترة بسيطة من قيام الثورة الفرنسية.