حواراتسلايدر

د. مجدي سالم: مساعي التطبيع مع الاحتلال ستصاب بانتكاسة بعد طوفان الأقصى

غير هجوم طوفان الأقصى الحسابات داخل الأراضي المحتلة، ومن المنتظر أن يغير أسلوب التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية ومع الكيان الإسرائيلي المحتل، خصوصًا في ظل برهنة المجتمع الدولي على أن لا يقف على مسافة واحدة من الطرفين، وإصرار الكيان الصهيوني على التعامل مع الفلسطينيين بوحشية تامة.

يقول الدكتور مجدي سالم أستاذ علم الاجتماع السياسي الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني، في مقابلة من غزة مع “جريدة الأمة” إن بنيامين نتنياهو وجد في تشكيل حكومة حرب بعد عملية طوفان الأقصى طوق النجاة، للبقاء في السلطة بعد تصدع حكومته بشدة، وقال إن شعب غزة سيواصل الدفاع عن عدالة القضية من خلال المقاومة المشروعة، وشدد على أن المجتمع الدولي يجب عليه الوقوف أمام مسؤولياته لإنهاء الصراع الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

هجوم طوفان الأقصى هل ينعكس سلبا أم إيجابا على قطاع غزة؟

الاختراقات الأمنية لها انعكاسات كبيرة على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، ولكن بكل الأحوال الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الأثمان الباهظة نتيجة هذا الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وجبروت وبشاعة آلة الحرب والدمار الاسرائيلية، التي خلفت منذ طوفان الأقصى يوم العبور العظيم في السابع من أكتوبر 975 شهيدا و5000 جريحا وتشريد ونزوح أكثر من 250000 ألف مواطن من منازلهم في غزة وهدم وتدمير أكثر من 10000 وحدة سكنية وعشرات الأبراج والمساجد والجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والأهلية، وقطع الكهرباء والمياه وقصف شبكات الأتصالات وتدمير البنى التحتية والأراضي الزراعية من خلال القصف الجوي والمدفعي والبحري بالقنابل الفسفورية و الارتجاجية المحرمة دوليا أمام صمت المجتمع الدولي، ورغم هذا الثمن الباهظ لازالت غزة صامدة لوحدها وتدافع عن عدالة قضيتها من خلال المقاومة المشروعة والتي كفلها القانون الدولي والقانون الإنساني.

كيف ينعكس هجوم طوفان الأقصى على موجة التطبيع العربي؟

موجة التطبيع التي نشهدها منذ فترة طويلة سواء بالسر أو العلن منذ طرح صفقة القرن هي خيانة ومؤامرة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والتفاف على المبادرة العربية للسلام 2002، لذلك أنا أرى أن الهرولة خلف التطبيع مع الكيان الصهيوني المزعوم سوف تصاب بانتكاسة وتراجع كبير وحاد أمام مشاهد الأرهاب المنظم والمجازر والمذابح بالجملة التي يرتكبها الاحتلال في غزة من خلال إعدام الضحايا الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء بقصف البيوت على ساكنيها دون سابق إنذار ويمسح عائلات كاملة من السجل المدني.

هل تتصدع حكومة بنيامين نتنياهو أكثر من السابق؟

حكومة نتنياهو وبن غفير اليمنية المتطرفة والائتلاف الحكومي الهش في حالة تصدع وتفكك قبل طوفان الأقصى وسقوطها قريب لا محال وهي مسألة وقت، ولكن طوق النجاة لهذه الحكومة الاجرامية هو إعلان الحرب والذهاب إلى حكومة وحدة وطنية (طوارئ) لإدارة الحرب واستمرار العدوان على غزة من خلال التحالف مع مراكز المعارضة واليسار وخاصة زعيم المعسكر الوطني بيني غانتس للخروج بحكومة طوارىء بدلا من الحكومة الحالية.

أي الدول أقرب إلى فلسطين في الوساطة مع إسرائيل، وهل تتلقى المقاومة دعما خارجيا؟

بخصوص الوساطة للجم هذا العدوان ووقف الحرب، فإن الشعب الفلسطيني يتطلع للجهود المصرية، نظرًا لمواقفها الأخوية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني في الحفاظ على الهوية الفلسطينية من الضياع وخبرتها في التفاوض والنجاحات السابقة في التهدئة والاختراق في صفقة تبادل الأسرى شاليط 2011.

وبخصوص الدعم الخارجي، فإن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ممثلة بالقوى الوطنية والإسلامية يرحبون بكل أشكال الدعم لفلسطين ومقاومتها لا سيما الدعم الغير مشروط للتخلص من آخر احتلال في العالم والتاريخ جاثم على صدر الشعب الفلسطيني ويمتد لأكثر من 75 عاما.

ما هي أبرز خطوة يجب اتخاذها على الصعيد الدولي لدعم فلسطين؟

اليوم مطلوب من المجتمع الدولي الوقوف أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية لدعم نضال الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره في إنهاء الصراع الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 وهذا ما أكدت عليه المبادرة العربية للسلام، والعمل الفوري على إرسال قوات حماية دولية لوقف دوامة العنف في المنطقة ووقف نزيف الدم الفلسطيني بفعل المجازر الاسرائيلية.

اقرأ أيضا: كتائب القسام .. كيف تشكلت وكم عدد عناصرها وما هو تسليحها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى