د. محمد الأسطل يكتب: الأنظمة العربية لا تمثل شعوبها
الأنظمة العربية لا تمثل شعوبها؛ فإنها من صنع أعداء الأمة، وعلى هذا فالتطبيع الذي أجرته عدد من الدول الشعوبُ منه براءٌ براء؛ بل الشعوب ما زالت حيةً ذاتَ بذلٍ وعطاء.
وقد جاءت معركة طوفان الأقصى لطمةً في وجه التطبيع الصهيوني السعودي المرتقب، والذي هو أخطر محطات التطبيع في حياة القضية الفلسطينية؛ لأن الديار الحجازية تُمثِّل العاصمةَ الأولى للأمة للإسلامية، فلا بد من قدرٍ كبيرٍ من الفتنة يحدث بذلك؛ لأنه سيصطبغ بدثارٍ ديني.
وقد سمعنا خلال المرحلة الماضية من بعض الأفواه السعودية ما يرفع الغطاء الشرعي عن المقاومة الفلسطينية، ويعطي أحقية الأرض للصهاينة، ويستدلون على ذلك بآياتٍ من القرآن الكريم يتأولونها على غير وجهها.
وإن الشعب السعودي بعلمائه ودعاته وفضلائه منزهٌ عن هذا العبث، بل هو من أكثر الشعوب السخية الداعمة للشعب الفلسطيني.
وما أحب تقريره هنا أمران:
الأول: لا يتم التقارب السعودي من الصهاينة وما يستتبعه ذلك من تطهير العدو الصهيوني من جرائمه بلازم التطبيع إلا بمقدار تدنيس المجاهدين وقضيتهم، لا سيما أن التطبيع يأتي في الوقت الذي تُهود فيه مدينةُ القدسِ عامة والمسجد الأقصى خاصة، وتبلغ جرائم العدو فيه مبلغًا غير مسبوق منذ الاحتلال، فضلًا عن حركة الاستيطان المتزايدة تزايدًا مفزعًا من غير توقف.
الثاني: أن المعارك تعيد رسم خرائط البلدان، فبلدنا بسلاحـ.ـه يصون المقدسات عن عبث التسويات السياسية بإذن الله تعالى وعونه وفضله.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
د. محمد الأسطل
في ثالث أيام معركة طوفان الأقصى 24-3-1445 هـ الموافق 9-10-2023