أقلام حرة

د. محمد الموسوي يكتب: أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (11)

من يسرق دول وينهب شعوب من السهل عليه سرقة مصطلح أو جملة، ونحن ولله الحمد لا نسرق تعبير أو مصطلح خاص بالغير، ولا نقتبس قولاً ولا نصاً لأحد دون الإشارة إليه تسليماً بحقه.. أما ما يتعلق بنا لا نحتكر لغةً ولا نصاً…

  مقالتنا رسالتنا لأولئك المخدرون بعمامة أفعى طهران.. أولئك وهؤلاء المخدرون الذين لا يعقلون لعلهم يعقلون أو يدركوا أن العقل هو بوصلة طريق الحق والصواب، وأن الخداع وغياب الأخلاق في الإسلام ينفيان الإيمان، ومن لم يسلم الناس من لسانه ويده لا إسلام ولا إيمان له.

في الحروب أسلحة محرمة وقواعد وقيم لا تتخطاها الدول والأنظمة الرصينة، أما في نظام رجعي كنظام الملالي لا قيم ولا قواعد وضوابط لديه وتحكمه غريزته العدوانية المتخفية وراء عمامة الادعاء الديني، وتجلت هذه الغريزة العدوانية تجاه الشعب الإيراني وكل من يخالفه الرأي في إيران، وكثيراً تجاه الشعب العراقي والفلسطيني والسوري واللبناني، وفي السنوات الأخيرة يتجه بغريزته العدوانية نحو استهداف الشعب الأردني، ويستخدم نظام أفاعي طهران المخدرات كسلاح في مشاريعه الهدامة ضد الدول العربية.

في دولة تدعي تطبيق الشريعة الإسلامية لا ينبغي أن تكون هناك مخدرات أو نشاط يعرض حياة المجتمع للخطر؛ لكنه في الوقت الذي يحاكم فيه نساء أوصياء على أطفال بالإعدام بتهمة حيازة مخدرات يروج أفراد وعناصر نظامه المخدرات داخل السجون ويبيعون الأقراص المخدرة على السجناء كمواد علاجية، وتُمارس تجارة المخدرات داخل السجون على نحو أوسع وأسهل من تلك الممارسة خارج السجون، وعلى أهالي السجناء أن يوفروا المال لأبنائهم ليشتروا أدويتهم من السجان تاجر ومروج المخدرات على شكل أقراص أدوية.. ولم يقتصر توزيع المخدرات على السجناء بل تم توزيعها على جنود قوات النظام القمعية التي كانت تواجه المتظاهرين في الشوارع وهذا دليل أن النظام يستخدم المخدرات كأدوات حرب سياسية ضد الخصوم في الداخل والخارج؛ وقد وصلت معدلات الإدمان في إيران إلى مستوى الهدم الاجتماعي الواضح.

المخدرات مواد غريبة على المجتمع العراقي الذي كان لا يعرف سوى المشروبات الكحولية والروحية لكن المخدرات القادمة من إيران تنشر فيه اليوم بشكل منظم في الشوارع وفي جميع المدارس، وفي السجون والمعتقلات، وكذلك تنتقل من العراق إلى دول الجوار.. أي أن العراق ممرٌ ومُستهلِك، وقد يكون شكل وحجم ترويج المخدرات متفاوتٌ من بلد لآخر لكن الهدف من ورائها واحد وهو هدم المجتمعات والدول وفرض مخططات إبادية بحق دول المنطقة، وفي دولة كالعراق تتعدد وسائل الهدم منها قتل العلماء والنخب والكفاءات ودفعها إلى الهجرة وإثارة النعارات الطائفية التي أدت إلى حرب طائفية على الهوية والاسم بفضل وبركة نظام الأفاعي الحاكمة في إيران ولم يكفهم ذلك اتجهوا إلى حرب المخدرات التي تزيد بؤس العراقيين بؤساً وترفع من مليارات الحرس وعصاباته المروجة للمخدرات في إيران والمنطقة بشكل عام، ويتحكم حرس الملالي وبعض أجهزة الدولة في حركة المخدرات داخل وخارج إيران؛ حتى كبار التجار لا يمكنهم العمل في العراق أو سوريا دون التنسيق مع الحرس.

لم تنطلق من سوريا صواريخ ولا أسلحة ولا مخدرات للملالي تجاه مناطق الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة.. لكن ميليشيات الحرس المتواجدة في سوريا على الحدود مع الأردن قامت بتهريب الأسلحة والمخدرات من الأراضي السورية إلى الأردن بشكل ممنهج وموجه، وحرب المخدرات أشد فتكاً من الحروب العسكرية.

أسلحة ومؤامرات وفتن ومخدرات الملالي موجهة إلى بلداننا وشعوبنا لهدمها دون أدنى اعتبار ديني أو أخلاقي أو قانوني، ولم نسلم كعرب من ألسنتهم وأفعالهم ومع ذلك يريدون حوارا وسلاماً معنا.. وأي نوع من الحوار والسلام هذا في ظل هذه الغريزة العدوانية والنهج التدميري في المنطقة.

 للحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

د. محمد الموسوي / كاتب عراقي

د. محمد الموسوي

كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى