د. محمد سيد أحمد يكتب: تعويم الجنيه
خلال الفترة الزمنية السابقة لا حديث يعلو فوق الحديث عن الاقتصاد فليس من المفترض ان نكون جميعاً خبراء في الاقتصاد ولكن مما لا شك فيه اننا جميعا أصبح لدينا الشغف بالاقتصاد وأصبح حديثنا في الاقتصاد يتقارب من حديثنا عن مباريات كره القدم.
وأصبح الحديث عن الاقتصاد ليس مقصوراً على فئة محددة بل أصبح بين جميع الفئات الاجتماعية والعمرية والفكرية، ومن ثم رأينا انه علينا مسئولية وطنية وعلمية في توضيح بعض المفاهيم الاقتصادية وهذا ما سنبدأ في طرحه خلال الفترة المقبلة من خلال مقال اسبوعي تحت عنوان «الاقتصاد بالبلدي» بغرض إيضاح بعض المفاهيم الاقتصادية ببساطة. وسنلقي الضوء في ذلك الاسبوع على معنى كلمة «تعويم الجنيه».
ما هو تعويم الجنيه؟
تعويم الجنيه هو تحرير سعر صرف الجنيه بحيث يحدد سعره وفقاً لآلية العرض والطلب في السوق المحلية والدولية، دون أي تدخل من الحكومة ممثلة في البنك المركزي، حيث يقتصر دوره على التحكم فقط في توقيت تحرك الأسعار. وينقسم التعويم الى نوعين.
النوع الأول: التعويم الحر
وهو تحرير سعر صرف الجنيه بكل حرية وفقاً لارتباطه بسلة من العملات مثل الدولار واليورو والاسترليني، وتحدد قيمته بناءً على حركة العرض والطلب عليه مقابل العملات الأجنبية الأخرى دون اي تدخل من الدولة أو البنك المركزي
النوع الثاني: التعويم المدار
وهو التعويم الذي يخضع لتحكم البنك المركزي، حيث تتدخل لجنة السياسة النقدية في تحديد سعر الجنيه كلما دعت الحاجة إلى تعديل هذا السعر مقابل بقية العملات، استجابة لمجموعة من المؤشرات مثل مقدار الفجوة بين العرض والطلب في سوق الصرف، ومستويات أسعار الصرف الفورية والآجلة، والتطورات في أسواق سعر الصرف الموازية.
ومن خلال استعراض تعريف انواع التعويم (الحر – المدار) ويتم الاعتماد على النوع الاول من التعويم (التعويم الحر) في الدول الرأسمالية الصناعية المتقدمة، صاحبة عملات الدولار والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري، ولكن في حالة الجنيه المصري قد يكون الأمر صعباً، في ظل ميزان تجاري هابط، وتراجع حاد في احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، والندرة في الدولار أدى إلى شلل حركة الاستيراد وتوقف العديد من الأسواق. فيتم الاعتماد على النوع الثاني من التعويم (التعويم المدار)
تعويم الجنيه بالبلدي
بالبلدي كده انت عندك محل ملابس بتبيع القميص بمبلغ 250 جنيه وانت بتشتري القميص 170 جنيه يعني كسبان 80 جنيه وبتبيع في اليوم 10 قمصان بمكسب يومي 800 جنيه يعني في الشهر بتكسب 24000 جنيه وبتدفع الالتزامات اللي عليك 10000 جنيه يعني صافي ربحك في الشهر 14000 جنيه والدنيا زي الفل وعارف تأكل العيلين والمدام وماشي الحال
بعد كام متر فتح جنبك محل ملابس جديد بيبيع قميص ماركة أخرى بمبلغ 200 جنيه والناس بتشتري منه بعد شهرين تلاتة لقيت نفسك بتبيع في اليوم 5 قمصان بس بتكسب 400 جنيه في اليوم يعني 12000 جنيه في الشهر وبرضوا بتدفع التزامات 10000 جنيه يعني صافي ربحك في لشهر بقا 2000 جنيه بس
و لأن عندك كمية كبيرة من القمصان في المخزن طبعا انت اول حاجة هتفكر فيها تقلل السعر بتاع القميص يمكن تبيع اكتر خليت القميص بمبلغ 200 جنيه بدل من 250 جنيه و تكسب قليل و تبيع كتير و الدنيا تمشي ( بس خلي بالك انت تأخرت شوية في القرار ده ) المهم انك نزلت السعر ل 200ج يعني مكسبك 30 جنيه في القطعة على امل انك تعرف تبيع زي الاول و اكتر و لكن خلاص الناس تعودت تجيب من المحل التاني و لما انت نزلت السعر ل 200 جنيه برضوا مبعتش غير 5 قمصان يعني مكسبك 150 جنيه في اليوم يعني 4500 ف الشهر و التزاماتك 10000 جنيه و طبعا مش هينفع تقفل المحل اهو برضوا احسن من مفيش.
وطبعا الالتزامات بتزيد عليك والبيع قليل فقررت أنك تنزل السعر اكتر وتكسب بس 10 جنيه وتبيع ب 180 جنيه وهنا ناس قليلة اللي اشتروا وباقي الناس قالت استنى شوية هو هينزل السعر تاني وبالتالي مبقاش ليك قيمة
واخر قرار هتاخده علشان تنقذ نفسك أنك هتبيع القميص من غير ما تحدد سعر يعني اللي هيجي يقولك هشتري القميص بـ 50 جنيه هتبيع واللي هيقولك ب 100 جنيه هتبيع واللي هيقولك ب 200 جنيه هتبيع وتقعد انت مع نفسك اخر الشهر تحط السعر ده على السعر ده وتحاول تعوض خسارتك وتعرف تبيع اكتر وتحاول ترجع مبيعاتك زي الاول وتحط سعر متوسط تكسب منه حتى لو قليل لغاية ماتكسب ثقة الناس وترجع واقف على رجلك زي الأول.
طبعا لما انت محددتش سعر وتركت السعر للعرض والطلب ومتدخلتش في الاول ده اسمه (تعويم حر) ولما قعدت اخر الشهر وحطيت مبلغ معين تبيع به متقلش عنه ده اسمه (تعويم مدار).
وطبعا لو معاك فلوس في ظل تعويم الجنيه وحالة عدم الاستقرار حاول تشتري بيه دهب او فكر في استثمار عقاري المهم متخليش معاك نقدية سائلة على الاقل خلال تلك الفترة علشان تضمن ان فلوسك قيمتها تزيد او على الاقل تفضل زي ماهي او قريبة من قيمتها الحالية.