د. يوسف رزقة يكتب: احتلال.. لا تصرفات أحادية؟!

في لقاء بوريطة وزير خارجية المغرب بحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، ووزير الشئون المدنية في حكومة محمد اشتية أن «المغرب كان واضحا في مواقفه ويقف مع كل من يسعى من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة، والسلام بالنسبة للمغرب خيار استراتيجي. وشدد أن الرباط كانت وستبقى دائما ضد كل عمل أحادي الجانب من شأنه تقويض فرص السلام والقضاء على أفق حل الدولتين أو تغذية التطرف والعنف في المنطقة، وسيستمر في الدفع نحو الحلول السياسية العملية».
من يقرأ هذه التصريح بعناية وتعمق يجد أن التصريح يغفل قضية الاحتلال، وهي القضية الجوهرية، ويتمسك بقضايا فرعية هي نتاج مباشر لقضية الاحتلال.
الوزير المغربي يعلن عن موقف بلاده وأنها ضد الإجراءات الأحادية وضد التطرف؟! ولكن هل قضية الفلسطينيين هي فقط مع المتطرفين اليهود، وضد المستوطنين، وضد تصرفات حكومتهم الأحادية؟! قضية الفلسطينيين هي مع الاحتلال، سواء أكان احتلال ناعما أم احتلالا خشنا ومتطرفا.
الاحتلال نفسه هو الباعث الأول للتطرف، والباعث الرئيس للقرارات والإجراءات الأحادية. نحن في فلسطين لا نقام المتطرفين فحسب، بل نقاومهم ونقاوم المحتلين قبلهم. المشكلة في الاحتلال، وقرارات الأمم المتحدة هي قرارات تعالج الاحتلال، وقرارات الجامعة العربية هي ضد الاحتلال، وحروب العرب مع إسرائيل كانت بسبب الاحتلال، ومقاومة الشعب الفلسطيني هي ضد الاحتلال.
إن السلام لا يتحقق بنبذ التطرف، ولا بنبذ الإجراءات الأحادية، ويتحقق فقط بنبذ الاحتلال، وخروج المحتل من الأراضي الفلسطينية.
إن الحديث في فرعيات هي نتاج الاحتلال فيه تقزيم للقضية الفلسطينية، وإجحاف بالمطالب الفلسطينية، وانزياح عن التاريخ، وعن المشكل الرئيس، وهو عمل يريح العدو، ويجعل سياسة المغرب أقرب للسياسة الإميركية والغربية .
المغرب هي إحدى الدول العربية المنضمة لاتفاقية أبراهم للسلام والتطبيع مع العدو المحتل، وهي في الوقت نفسه رئيس لجنة القدس، وقد وقعت على اتفاقية ابراهام قبل عودة القدس للشعب الفلسطيني، ولسيادة المسلمين،
وكان هذا تصرفا مبكرا من التصرفات التي قزمت القضية الفلسطينية، وأجحفت بالحقوق الفلسطينية، لذا نطالب الشقيقة المغرب بالتركيز على قضية الاحتلال. الاحتلال أولا وأخيرا؟!.