مقالات

دعوة الشيخ سارية الرفاعي للمصالحة الشرعية

والتقارب بين السلفيين والأشاعرة وانهاء حالة الخلاف والشقاق

مضر أبو الهيجاء

كانت مرة وحيدة، وهي من أقدار الله الجميلة أن جمعتني بالشيخ سارية الرفاعي في احدى الدول الإسلامية في رحلة سفر دعوي.

أذهلني الشيخ بتواضعه وأدبه الجم، وخفضه الجناح للصغير قبل الكبير.

لكن أهم ما كان في الزيارة، وهي الفكرة الأم التي التقطها بعد أن سمعتها منه، حيث كان متحدثا عن أمته بإشفاق وقلق، مطالبا علماء المسلمين بسعي حثيث لحل الاشكال القائم والدائم، والخلاف المفتت للجسد الإسلامي السني، بين السلفيين والأشاعرة.

تلقفت الفكرة منه، وكنت -ولا أزال- معجبا بالإمام الشافعي كيف جمع بين مدرسة الرأي عند الأحناف ومدرسة الحديث عند المالكية، فنقل -بخطوته تلك- الأمة نقلة نوعية منهجية وفقهية.

ومنذ أن التقيت بالشيخ سارية الرفاعي وحتى اليوم وأنا أنادي وأبحث عن شافعي العصر، والذي يفتح الله على يديه، ليكون سببا في جسر الهوة بين مدرستي أهل السنة والجماعة اللتين تتوزع عليهما شعوب وجموع الأمة، المدرسة السلفية والمدرسة الأشعرية.

لم أنتبه ولم أميز ولم ألحظ حينها أن الشيخ سارية الرفاعي أشعري، ولم يميز -رحمه الله- أثناء حديثنا أنني سلفي، فكلانا من عصب أهل السنة والجماعة.

اللهم أسألك بأسمائك العلا أن تقيض للأمة عالما ربانيا يجمع بين مدرستي السلفيين والأشاعرة، وأن تجعل سعينا هذا ثوابا في ميزان عبدك سارية الرفاعي الذي قبضته اليوم إليك.

رحم الله الشيخ الرفاعي ورحم الله الإمام الشافعي وجمعهما مع والدينا على حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم إن عبدك سارية الرفاعي قد توفيته بعيدا عن دياره مهاجرا إليك رافضا للطاغوت معلنا موقفه من الظلم منحازا لإخوانه ومدافعا عن المستضعفين،

اللهم فأدخله الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب، وطمن يا رب قلوب ذويه ومحبيه، واحفظ للأمة أخيه الأكبر واجعله نفعا المسلمين وتمكينا للدين.

الشيخ سارية الرفاعي رائد مدرسة الإصلاح بين السلفيين والأشاعرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights