
على مدار عقدين من التعاون مع إسرائيل بنى الجيش الهندي ترسانته، استعدادا لمثل العملية واسعة النطاق التي نفذت مؤخرًا ضد باكستان على خلفية اتهامها بدعم إقليم كشمير، وهو ما يشير إلى العمق الاستراتيجي للتحالف المتطور بين الهند وتل أبيب.
دعم إسرائيلي للهند
وتأكيدا على الدعم الإسرائيلي للهند، يوم الأربعاء، قال رؤوفين عازار، سفير إسرائيل لدى نيودلهي، على موقع X: “تدعم إسرائيل حق الهند في الدفاع عن النفس. يجب أن يعلم الإرهابيون أنه لا مكان للاختباء من جرائمهم الشنيعة ضد الأبرياء”.
وفي المقابل، أعربت تركيا عن تضامنها مع باكستان. وأجرى وزير الخارجية التركي حقان فيدان اتصالا هاتفيا مع نظيره الباكستاني إسحاق دار لبحث التوترات المتصاعدة.
وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أن تركيا أعربت عن قلقها إزاء تدهور الوضع الأمني الإقليمي واتفقت الدولتان على البقاء في تنسيق وثيق، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا.
وأكدت الحكومة الهندية أن الضربات كانت “مدروسة وغير تصعيدية”، واستهدفت فقط معسكرات الإرهاب المعروفة وتجنبت المرافق المدنية أو الاقتصادية أو العسكرية.
في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني الفريق أول أحمد شريف شودري في مؤتمر صحفي مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين.
واستخدمت القوات الجوية الهندية قنابل SPICE-2000 (ذكية، دقيقة التأثير، فعالة من حيث التكلفة) موجهة بدقة، وهي مصنعة في إسرائيل، لضرب أهداف إرهابية في باكستان وكشمير، بحسب تقارير إعلامية هندية.
استُخدمت هذه القنابل، التي طورتها شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة، أيضًا في هجوم بالاكوت عام 2019. كما زعمت باكستان أن الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجمات من أصل إسرائيلي.
وأعلن المتحدث العسكري الباكستاني، الفريق أحمد شريف شودري، اليوم أن باكستان أسقطت 25 طائرة مسيرة إسرائيلية الصنع من طراز “هاروب” أطلقتها الهند، فيما وصفه بـ”انتهاك للمجال الجوي الباكستاني”. وأوضح أن الطائرات المسيرة أُرسلت إلى مواقع مختلفة في أنحاء باكستان، بما في ذلك مدن رئيسية مثل كراتشي ولاهور، ويجري حاليًا جمع بقاياها.
وأضاف شودري: “تواصل الهند إرسال طائرات مسيّرة إلى المجال الجوي الباكستاني. وستواصل دفع ثمن باهظ لهذا العدوان السافر”. وقد أثار هذا الحادث، الذي وقع بعد يوم من ضربات هندية على عدة أهداف في باكستان، مخاوف جدية بشأن احتمال نشوب صراع عسكري أوسع بين الدولتين النوويتين.
في العملية، التي أُطلق عليها اسم “عملية سيندور”، استخدمت القوات الهندية طائرات رافال، وسوخوي-30MKI، وميراج-2000 المقاتلة.
الأسلوب الإسرائيلي
ويأتي الهجوم الهندي الذي يستهدف القضاء على المسلحين في كشمير، مشابهًا للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة للقضاء على حركة حماس عقب تنفيذها هجوم 7 أكتوبر، ما يعني أن نيودلهي تتبع “الأسلوب الإسرائيلي” في ردها على هجوم باهالجام ، الذي أسفر عن مقتل 26 معظمهم من السياح.
باعتبارها الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند، كانت كشمير تتمتع تقليديًا بوضع قانوني خاص، لكن رئيس الوزراء الهندي القومي الهندوسي ناريندرا مودي ألغى استقلالها في عام 2019. ومنذ ذلك الحين، غمرت قوات الجيش الهندي والجماعات شبه العسكرية الولاية، كما زج بالعديد من السياسيين المحليين في السجن، وأصبحت الولاية أشبه بدولة محتلة.
وهناك دعم شعبي واسع النطاق في كشمير لاستعادة الحكم الذاتي وانسحاب القوات، لكن المقاومة المسلحة لا تحظى إلا بدعم محدود. مع ذلك، هناك العديد من الجماعات المسلحة الناشطة ضد الاحتلال الهندي، وقد حظيت أحيانًا بدعم خفي من الحكومة الباكستانية. وفي أحيان أخرى، لم تحظَ بدعم.
بما أن الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وإسرائيل رابع أكبر مورد لها، فإن مخاطر هذه العلاقة كبيرة. ولا يمثل سوق الدفاع الهندي فرصة اقتصادية فحسب، بل يمثل أيضًا توافقًا جيوسياسيًا لإسرائيل.
وقال بيرفادكر: “نظراً للدور الحاسم الذي تلعبه الصناعات الدفاعية الإسرائيلية في الهند، فإن أي مخاوف بشأن هذه العلاقة من غير المرجح أن تعطلها؛ بل على العكس من ذلك، فإن مثل هذه المخاوف قد تؤدي في الواقع إلى تعميق وتوسيع التجارة الدفاعية بين نيودلهي وتل أبيب”.