الأمة : تصاعدت حالة الغضب الشعبي تجاه السلطة الفلسطينية؛ جراء صمتها إزاء ما يجري من جرائم احتلالية في الضفة الغربية لليوم الرابع على التوالي.
ويقول الناشط الفلسطيني محمد تركمان، معقباً على صمت السلطة وخذلانها للفلسطينيين بالضفة:” رغم بشاعة المشهد، وعدد الشهداء، وحجم الدمار الكبير، الذي الحقته قوات الاحتلال بالبنية التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين، واستمرار اجتياح مخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، إلا أن السلطة في الضفة الغربية ما زالت غائبة عن حالة التضامن بل وتعيش حياتها الطبيعية وكأن شيء لم يكن”.
ويضيف:” الأمر الذي نراه لا ينفصل عن مشاهد ملاحقة المقاومة وإبطال عمل العبوات الناسفة، ومحاولة اعتقال المقاومين، فالسلطة والأجهزة الأمنية تتبنى عقيدة أمنية منفصلة كليا عن عقيدة المقاومين “.
وقال الشاب الفلسطيني سيف دويكات:” على ما يبدو بأن بعض مدن الضفة تعيش تحت جهاز التنفس الصناعي، وهي عاجزة عن التضامن مع مخيمات الشمال التي تتعرض لحرب إبادة، وهذا الصمت والسكوت منبعه اليد الأمنية الحديدية التي تمارسها السلطة وحركة “فتح” والتي لا هم لها سوى وأد حالة المقاومة وقتلها في الضفة الغربية “.
بدوره قال الكاتب السياسي مروان الأقرع إن “العجز الذي تعيشه السلطة وبعض الفصائل، هو وليد اتفاقات وتفاهمات أبرمت خصوصا بعد معركة “طوفان الأقصى” والرامي إلى تحييد الضفة ومنع التظاهر في ظل الحرب على غزة، وهذا الأمر يؤثر على الموقف الشعبي وموقف النقابات المهنية والجمعيات التي لا صوت لها”.
وتابع: أن “روح اتفاقية أوسلو ما زالت حاضرة في كل تفاصيل منهجية السلطة، فهي ما زالت ملتزمة بما جاء فيها رغم أن الاحتلال أدار ظهره لها منذ أن وجدت، وحالة الصمت هي جزء من هذه الضريبة التي تدفعها الضفة”.
وأردف: أن “القضايا الوطنية باتت مغيبة نتيجة ممارسة الاحتلال التهديد المباشر للأفراد بالاعتقال وللمؤسسات بالإغلاق والتضييق عليها، وهذا أيضا كان له دور كبير في غياب الحراك الشعبي الحقيقي”.
وطالب الأقرع “المستوى الرسمي والحكومي والفصائلي الانتقال من مرحلة الصمت إلى فضح ممارسات الاحتلال، من خلال التحلل من كل الاتفاقيات، وعدم الرضوخ لأي من التهديدات والعمل على إيصال جرائم الاحتلال إلى كافة المحافل”.
وشدد على ضرورة التحرك الشعبي التضامني، من خلال تنظيم الفعاليات والمسيرات، وحشد الدعم المعنوي والمادي، وتنظيم حملات جمع المواد العينية وإرسالها إلى المناطق المستهدفة والمنكوبة “.
وكشف مصدر مقرب من السلطة، لـ”وكالة قدس برس”، بأن “حاله الفتور التي تعيشها الضفة الغربية ليست صدفه، بل إنها نتاج سياسه وتعليمات حقيقيه من القيادة السياسية والأمنية التي شددت على ضرورة عدم التعاطي والتفاعل مع ما يجري في باقي المدن”.
وشدد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن السلطة لديها تعليمات صارمه بعدم الخروج باي مسيرات من شانها تأييد حاله المقاومة الموجودة في الضفة الغربية وخصوصا في مخيمات طولكرم وجنين ونابلس وصولا إلى قتل الحاضنة الشعبية فيها ومحاوله إلهائها بأمور ثانويه”.
وأشار إلى أن السلطة وتزامناً مع الحملة الإسرائيلية على مخيمات الشمال، تسعى إلى تفكيك الحالة المقاومة في باقي المناطق وخصوصا في مخيمي “بلاطه” و”العين”، والبلدة القديمة في نابلس، ونجحت في إقناع بعض المسلحين المحسوبين عليها، بالتخلي عن سلاحهم واللجوء إلى مقر الأجهزة الأمنية، مقابل الحصول على عفو من قبل الاحتلال والتفريغ في وظائف حكومية.
وسلّطت صحيفتان بريطانيتان، الضوء على دور السلطة الفلسطينية خلال العملية العدوانية الواسعة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شمالي الضفة الغربية لليوم الرابع على التوالي.
ونشرت صحيفة “جارديان” تقريرا قالت فيه: إن “الفلسطينيين في الضفة الغربية أصبحوا، بعد الضربات الإسرائيلية الدامية هناك، يزدرون السلطة الفلسطينية، وإنهم يختلفون فقط إذا كانت هذه السلطة لا تتمتع بالكفاءة أو تعمل بنشاط مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو”.
وقالت صحيفة “ميدل إيست آي” إن “المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تواجه الاحتلال الإسرائيلي متجاوزةً السلطة الفلسطينية، التي يقول محللون إنها أصبحت عاجزة ومنقسمة وفي حالة عدم استقرار.