الأمة الثقافية

رواية في كُبّاية: (شجرتي شجرة البرتقال الرائعة) للبرازيلي “خوسيه ماورو”

الرواية: (شجرتي شجرة البرتقال الرائعة)

المؤلف: خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس (1920م – 1984م) البرازيل

المهنة: كاتب وروائي وممثل، ينحدر من أصول برتغالية وهندية، وقد عاش طفولة صعبة وسط الفقر، مما انعكس بوضوح في أعماله.

سنة النشر: 1968م

النوع الأدبي: سيرة ذاتية شبه روائية – أدب إنساني – واقعية اجتماعية

أولًا: موجز القصة

تدور الرواية حول الصبي “زيزيه”، طفل في الخامسة من عمره، يعيش في أسرة فقيرة في أحد أحياء البرازيل المهمشة.

زيزية ليس طفلًا عاديًا؛ إنه ذكي جدًا، شديد الحساسية،واسع الخيال، ويمتلك قدرة نادرة على الحب العميق والتخيل.

في ظل فقر العائلة وظلم الأب وسوء المعاملة من معظم من حوله، يجد زيزيه عزاءه في صداقة غير تقليدية مع شجرة برتقال صغيرة في حديقة منزلهم الجديد.

يبدأ في التحدث معها،يسمّيها ويتخيل أنها كائن حي يفهمه، يحبه، ويسمع له.

هذا التعلق العاطفي بالشجرة يعكس حاجة زيزيه العميقة للحنان والانتماء.

مع تطور القصة، يلتقي زيزيه برجل مسنّ اسمه مانويل فالاداريس، رجل طيب القلب يصبح له أشبه بأب بديل.

تنشأ بينهما علاقة عاطفية دافئة، مليئة بالتفاهم والحنان، مما يساعد زيزيه على الشفاء التدريجي من الألم الداخلي.

لكن… يموت فالاداريس فجأة في حادث سيارة، مما يشكّل صدمة نفسية هائلة لزيزيه.

وبالتزامن، يتم قطع شجرة البرتقال أيضًا، فتتضاعف خسائره ويشعر وكأن عالمه ينهار.

هذه الأحداث تؤدي إلى نهاية طفولته البريئة ودخوله المؤلم إلى عالم الكبار المليء بالفقد والوحدة.

ثانيًا: التحليل الأدبي والنفسي 

  1. رمزية الشجرة

شجرة البرتقال ليست مجرد شجرة، بل تمثل:

براءة الطفولة.

الصديق المتخيَّل.

الملجأ النفسي.

العالم الذي يملكه زيزيه وحده.

  1. بطل غير عادي

زيزيه ليس طفلًا ساذجًا، بل يمتلك نضجًا عاطفيًا خارقًا، لكنه يختبئ خلف مشاغبة الأطفال.

الرواية ترينا كيف يمكن أن يكون الطفل أكثر فهمًا وألمًا مما نظن.

  1. الجانب الاجتماعي

ترصد الرواية حياة الفقراء في البرازيل، كيف يُحرَم الأطفال من حقوقهم العاطفية والتعليمية.

تسلّط الضوء على العنف الأسري بوصفه أمرًا عاديًا في بعض البيئات.

  1. الفقد كعنصر بنيوي

موت الشجرة وفالاداريس يمثلان فقد البراءة، وفقد الحب، وفقد الأمان.

الفقد هنا ليس لحظة فقط، بل نقطة تحوّل في وعي الشخصية.

ثالثًا: نهاية الرواية

نهاية الرواية حزينة ومفتوحة على النضج.

بعد وفاة فالاداريس وقطع شجرة البرتقال، يمرض زيزيه نفسيًا وجسديًا، ويقضي وقتًا طويلًا في المستشفى.

لكن هناك لمحات من الأمل:

أخيرًا يبدأ بعض أفراد العائلة في رؤيته بعيون مختلفة، ويُظهرون له حبًا لم يعرفه من قبل.

لا تنتهي الرواية نهاية سعيدة بالمعنى الكلاسيكي، لكنها تقدم إشارات إلى بداية تشكل جديد في شخصية زيزيه، بعد أن عرف الألم والمعنى العميق للفقد.

رسائل الرواية

1.الطفولة ليست دائمًا بريئة أو سعيدة، وهناك أطفال يعانون في صمت.

2.الخيال وسيلة نجاة نفسية حينما يضيق الواقع.

3.العلاقات الإنسانية العميقة قد تغيّر مجرى حياة كاملة.

4.الحب والحنان ليسا ترفًا، بل ضرورة لبقاء الإنسان سليمًا نفسيًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى