أفرج اليوم الخميس عن زكريا الزبيدي، القيادي البارز في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، والعضو السابق في المجلس الثوري لحركة فتح، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.
يُعرف الزبيدي بأنه وسيط قوي في جنين، فضلاً عن كونه أحد السجناء القلائل الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة في إسرائيل، في عام 2021.
من هو ذكريا الزبيدي؟
ويعد الزبيدي (49 عاما) أحد أبرز المعتقلين الـ110، بينهم 30 قاصرا، الذين تم إطلاق سراحهم مقابل ثلاثة إسرائيليين، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
من مواليد عام 1976، وله تاريخ طويل في المقاومة، حيث نفذ عمليات عديدة في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقاد النشاط العسكري للكتائب خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005).
برز الزبيدي خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ليصبح أحد أشهر قادة المقاومة في جنين ومخيمها للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.
وخلال الانتفاضة تعرضت والدة الزبيدي لإطلاق نار أدى إلى استشهادها عندما اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي المخيم.
سنوات طويلة من المقاومة
أصبح الزبيدي ناشطاً في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد فترة قضاها في السجن عام 1989 عندما كان في الرابعة عشرة من عمره.
وأعيد اعتقاله في عام 1990، حيث ترقى في صفوف الحركة حتى أصبح في نهاية المطاف زعيم الجناح المسلح لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى، في جنين.
وأُطلق سراحه مرة أخرى في عام 1994 بموجب اتفاقيات أوسلو، وانضم إلى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي أنشئت حديثًا في مدينة أريحا بالضفة الغربية إلى جانب سجناء سابقين آخرين.
وفي عام 2001، أصيب الزبيدي في انفجار عرضي أثناء “مهمة عسكرية” تسبب في حروق بالغة في وجهه وعينيه لا تزال ظاهرة حتى اليوم.
وظل الزبيدي هاربا حتى عام 2007 عندما وافق على تسليم أسلحته للسلطة الفلسطينية.
وشهدت الصفقة رفع اسم الزبيدي من قائمة المطلوبين لدى إسرائيل.
لكن في عام 2011، ألغت إسرائيل العفو عن الزبيدي دون الكشف عن السبب، واعتقلته في عام 2019.
الزبيدي، المعروف بأنه صاحب نفوذ في جنين، فضلاً عن كونه أحد السجناء القلائل الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، في عام 2021، نجا من عدة محاولات اغتيال من قبل إسرائيل.
مع خمسة سجناء آخرين، تمكن من الهروب عبر نفق تم حفره تحت جدران السجن، ولكن تم القبض عليه مرة أخرى بعد خمسة أيام.
كما انخرط الزبيدي في المسرح في جنين، وهو مخيم للاجئين مكتظ بالسكان أنشئ في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين لإيواء الفلسطينيين الذين طردتهم الميليشيات الصهيونية من منازلهم أثناء النكبة وإنشاء إسرائيل.
عندما كان طفلاً، شارك في أنشطة “بيت أرنا”، وهو مساحة مجتمعية ومسرح أسسته الناشطة الإسرائيلية أرنا مير خميس لشباب المخيم، ويقع في نفس المبنى الذي تعيش فيه عائلته.
وفي غارة عام 2002، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي مسرح المجتمع المحلي، والذي أعيد بناؤه فيما بعد وأطلق عليه اسم مسرح الحرية.
وبعد العفو الصادر عام 2007، عاد الزبيدي إلى جنين وشارك من جديد في مسرح المخيم.
وفي الفترة ذاتها، أصبح أيضاً ناقداً علنياً للسلطة الفلسطينية.
خلال سنوات تواجده في السجن، استشهد ثلاثة من أشقاء الزبيدي، بالإضافة إلى ابنه محمد، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مصادر مقربة من الزبيدي إن أول ما كان يخطط له بعد الإفراج عنه هو زيارة قبر ابنه الذي غاب عن جنازته أثناء وجوده في السجن.