سري القدوة يكتب: العدوان والإبادة الجماعية وتجدد المعاناة الفلسطينية
الوضع الخطير في الضفة الغربية وما تشهده محافظاتها من عدوان يهدف الاحتلال منه إلى توسيع مجازره وسياسة التهجير القسري التي ينتهجها في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية حيث تغزو قوات الاحتلال المدن الفلسطينية بشكل يومي، وتعتقل الآلاف من الفلسطينيين وتعرضهم لأقسى أشكال التعذيب، ما يؤدي إلى استشهاد الأسرى في زنازينهم، كما تستمر إسرائيل في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وزيادة خطط الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، كما فرضت “العقوبات” على الحكومة الفلسطينية، وسرقت عائدات الضرائب الفلسطينية، وسمحت للمستوطنين بنشر إرهابهم وتنفيذ هجماتهم ضد الفلسطينيين وبينما يستمر السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس، منتهكين الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في المدينة.
يتواصل عدوان الاحتلال وبطشه وإرهابه المنظم بحق الشعب الفلسطيني وأخطر ما مارسته حكومة الاحتلال المتطرفة إصدارها ما عرف بأوامر الإخلاء الإسرائيلية، فلقد أمر جيش الاحتلال وتحت التهديد بالقصف والموت مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة بالإخلاء إلى ما يسمى “منطقة إنسانية” وهي منطقة غير موجودة أصلا وأن أوامر الإخلاء هذه هي جزء من الحرب الجسدية والنفسية ضد المدنيين في غزة، من النساء والأطفال، والمرضى والجرحى، وكبار السن والمعاقين، وهي خنق الشعب الفلسطيني على أرضه وإجباره على الفرار منها.
أنه وبعد 11 شهرًا من هذا العدوان والإبادة الجماعية، لم تتم الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي حتى الآن ولا وقف لإطلاق النار، ولا وصول آمن للمساعدات الإنسانية، ولا إنقاذ وحماية المدنيين، بل إن معاناة الشعب الفلسطيني تزداد سوءا، كما أن سياسة الاحتلال في القتل والتهجير القسري والتدمير والحرمان تزايدت مما أدى إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة.
ونتيجة لعمليات التدمير الشامل في قطاع غزة أصبح الأطفال يعانون من شلل الأطفال حيث بدا يظهر في قطاع غزة بسبب التدمير المنهجي الذي تقوم به إسرائيل للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها على الإصلاحات والوصول إلى الإمدادات، وتعطل النظام الصحي بشكل كامل، ولقد مضى نحو أكثر من شهرين منذ اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2735، ولم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لا أحد في غزة لديه الوقت للمراوغات الإسرائيلية، وانه ويجب إنقاذ أرواح الفلسطينيين بشكل عاجل وفوري ولا بد من المجتمع الدولي ضرورة فرض وقف فوري لإطلاق النار، وعدم السماح لإسرائيل بمواصلة الإبادة الجماعية بوسائل أخرى.
يجب على المجتمع الدولي بما فيهم دول منظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الدولية ككل اتخاذ إجراءات جدية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورا وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع ورفع الحصار والسماح بدخول المساعدات ومنع خطة التهجير القسري وتوفير الدعم للسكان المدنيين للتعافي وإعادة الحياة وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل المسؤولية الكاملة في قطاع غزة، وحث دول منظمة التعاون الإسلامي على تقديم الدعم للشعب الفلسطيني لإنجاز هذه المبادرة وحشد المجتمع الدولي لدعمها.
الشعب الفلسطيني بحاجة لإنهاء معاناته وليس التخفيف منها، وإن هذا لا يتحقق إلا من خلال أمر واحد، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، والتي يشكل قطاع غزة المحتل جزءاً لا يتجزأ منها ويجب حشد الدعم الدولي لإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال وسيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، وفقاً للشرعية الدولية، وعاصمتها القدس الشرقية.