سفينة “أوشن فايكينج” تنقذ 112 مهاجرًا قبالة سواحل ليبيا وتتجه إلى إيطاليا
تقرير: سهيل علي
أنقذت سفينة “أوشن فايكينغ”، التي تستأجرها منظمة “أس أو أس ميديترانيه” غير الحكومية، 112 مهاجرًا قبالة سواحل ليبيا في عمليتين منفصلتين بين يومي السبت والأحد. وأعلنت المنظمة، التي يقع مقرها في مرسيليا جنوب شرقي فرنسا، أن عمليات الإنقاذ تمت بالتنسيق مع السلطات الإيطالية.
تفاصيل عمليات الإنقاذ
في العملية الأولى، التي جرت ليل السبت، أنقذت السفينة 25 مهاجرًا كانوا على متن قارب مصنوع من الألياف الزجاجية. ومن بين الناجين ثلاث نساء، إحداهن حامل. وفي العملية الثانية، التي تمت صباح الأحد، أنقذت السفينة 87 مهاجرًا آخرين كانوا على متن قارب خشبي. وأشارت المنظمة إلى أن معظم الناجين ينتمون إلى جنسيات بنغلاديشية وصومالية ومصرية.
الاتجاه إلى إيطاليا
بعد عمليات الإنقاذ، اتجهت السفينة “أوشن فايكينغ” نحو ميناء ليفورنو في منطقة توسكانا الإيطالية، وهو الميناء الذي خصصته السلطات الإيطالية لاستقبال المهاجرين. ويقع الميناء على بعد أكثر من ألف كيلومتر من منطقة الإنقاذ، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها المهاجرون أثناء رحلتهم عبر البحر الأبيض المتوسط.
الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا: أرقام صادمة
تشير أحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة إلى أن 129 شخصًا لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط منذ بداية عام 2024 أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وفي عام 2023، بلغ عدد الضحايا 2333 مهاجرًا، معظمهم في وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي يظل أحد أخطر طرق الهجرة في العالم.
ليبيا: بوابة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا
تُعد ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عشرات الآلاف من المهاجرين يعبرون ليبيا سنويًا، حيث يتعرضون لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك الاتجار بالبشر والتعذيب والاستغلال.
جهود الإنقاذ الدولية
تقوم منظمات غير حكومية، مثل “أس أو أس ميديترانيه”، بدور حيوي في إنقاذ المهاجرين الذين يواجهون مخاطر الغرق أثناء محاولتهم عبور البحر. ومع ذلك، تواجه هذه المنظمات تحديات كبيرة، بما في ذلك القيود القانونية والاتهامات بتسهيل الهجرة غير الشرعية.
ردود الفعل الدولية
تدعو العديد من المنظمات الدولية إلى تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية ودول شمال أفريقيا لمعالجة جذور أزمة الهجرة غير الشرعية. وتشمل الحلول المقترحة تحسين الظروف المعيشية في بلدان المنشأ، ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر، وتوفير طرق آمنة وقانونية للهجرة.
عمليات الإنقاذ الأخيرة التي نفذتها سفينة “أوشن فايكينغ” تذكرنا بالمخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين في طريقهم إلى أوروبا. وفي ظل استمرار تدفق المهاجرين عبر ليبيا، تظل هناك حاجة ماسة إلى حلول شاملة تعالج الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، مع ضمان حماية حقوق الإنسان لجميع المهاجرين.