سيد فرج يكتب: منهج الرسول ﷺ.. وقراءة لأخلاقيات «الثورة السورية المنتصرة»
الثورة السورية -من وجهة نظري- مرت بمرحلتين، الأولى منذ ٢٠١١ حتى ٢٧/ ١١/ ٢٠٢٤ وهي المرحلة التي شهدت فشل،
وإفشال دولي وإقليمي، وأخطاء عديدة، غرقت فيها الثورة والثوار، والمرحلة الثانية هي منذ ٢٧/ ١١/ ٢٠٢٤
وهي بداية عملية ردع العدوان، وهذه أطلق عليها مرحلة الثورة السورية المنتصرة.
الثورة السورية المنتصرة، أبهرت العالم، شرقه… وغربه… عربه… وعجمه…في أيام قلائل حررت قرابة ثلثي مساحة سوريا، حررت.. مدناً.. ومحافظات..
في ساعات معدودة، وبإمكانيات محدودة، وبأقل قدر من الخسائر في الأرواح، والمنشآت العامة والخاصة.
الثورة السورية المنتصرة، أدهشت.. فاجأت العالم.. بسلوكها السياسي.. وأدائها العسكري.. وبخطابها الاعلامي.. وبتعاملها الأخلاقي…
لم يكن متوقعاً أبداً، هذا الأداء العسكري الاحترافي، والسلوك الحقوقي الأخلاقي، والفهم السياسي الراقي،
والخطاب الإعلامي الهادئ الحازم التوافقي الواقعي المنضبط.
فماذا حدث؟ وكيف حدث كل هذا التغير؟
وما هو المؤثر الذي غير أداء وسلوك الثورة السورية المنتصرة، بعد أن كانت غارقة في الفشل والإفشال؟
ويمكننا اختصار الإجابة على كل هذه التساؤلات، بأنهم التزموا هدي النبي ﷺ.
التزموا هديه ﷺ في الحرب… وهديه ﷺ في بناء الدولة…وهديه فتح المدن، وهديه ﷺ في مخاطبة الشعوب، وهديه ﷺ في تعامله ﷺ مع قومه، وأبناء وطنه، الذين يخالفونه ﷺ في الدين والعقيدة والعشيرة والقبيلة.
أَلم يدخل مكة ﷺ وقال من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن؟
ألَم يقل لقومه اذهبوا فأنتم الطلاقاء؟
ألم يقل ﷺ اليوم تعز فيه قريش؟ رغم أنهم عذبوه وقاتلوه وأخرجوه من داره ووطنه وأرادوا سجنه…
ألمْ يعط مفتاح الكعبة لمشرك، وفاء لحقوق، ألم يسامح؟ ألَم يعفو؟ ألمْ يصفح؟
ألـم يتركهم يعيشون في مكة، وينعمون بالأمن، والرفاهية، رغم شركهم، حتى دخلوا في دين الله أفواجاً برغبتهم؟
لذا الثورة السورية المنتصرة، امتثلت وتمثلت بهديه ﷺ، فلم يقتلوا المدنيين، ولم ينتقموا من الشرطة أو الجيش، إلا من قاتلهم، لم ينتقموا من العلويين ولا المسيحيين، ولا الدروز، ولا أي طائفة،
لم يخربوا أو يدمروا الأموال والمصالح العامة والخاصة، حتى لم يطلقوا صيحات وصرخات التهديد والوعيد لمن خالفهم أو أيد قاتلهم.
الثورة السورية المنتصرة.. قبل أن تهزم الطاغية… وتزلزل عرشه… وتطرد حلفاءه المحتلين.. من المجوس.. والفرس.. والرافضة..
قبل أن تُحيّد الروس…والأمريكان…والأكراد… ماذا فعلت؟؟
الإجابة بكل صراحة هي:
أن الثورة السورية، انتصرت على نفسها، على حقدها، على رغبتها في الانتقام، والثأر، والهدم، والتدمير، والإقصاء، والاستحواذ،
انتصرت على داعي الشر فيها، قتلت دواعي التفريق بين مكونات الوطن الواحد، تطهرت من الاستعلاء، والكبر، والطمع، أعلت قيم عظيمة، كالعدل، والعدالة، والحق، والمسئولية، والواقعية.
هذه الثورة الراشدة، لم تهدم المنشآت الحكومية، ولا الاقتصادية، ولم تخرب المصالح العامة.
لم تقتحم المنازل، ولم تروع النساء ولا الأطفال، لم تسرق، ولم تنهب الممتلكات العامة، والخاصة،
لم تقتل الموظفين في الدولة ولا الحكومة ولا المؤسسات لا المدنية، ولا الأمنية، ولا المنشآت العسكرية،
بل طلبت من جميع منتسبيها المشاركة في المسئولية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة والوزراء والضباط والجنود، الذين رغبوا في ذلك.
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر)
– سعيدٌ بهذا الأداء المسلم الملتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
– سَعيد بعدم سفك الدماء
– سعِيد بخطاب الثورة المتسامح التوافقي العقلاني المنضبط شرعاً وعقلاً وواقعاً.
– سعيِد بالرؤية الحاضرة والمستقبلية لقادة هذه الثورة.
– سعِيد بعدم وجود رايات عديدة وقيادات مختلفة متهافتة على نهب جزء من كعكة الحكم والسلطة.
– سعيدٌ جداً جداً جداً بنصر الله.
ألف مليار مبروك لأهلنا في سوريا على هذا النصر المستحق.
اللهم: مكن لإخواننا في سوريا ووفقهم.
اللهم: احفظ مصرنا ووفق أهلها لما فيه خير لها.