“سَيُفْتَحُ بَابٌ إِذَا سُدَّ بَابُ”.. شعر: الإمام الشافعي
سَيُفْتَحُ بَابٌ إِذَا سُدَّ بَابُ
نَعَمْ، وَتهُونُ الأُمُورُ الصِّعَابُ
وَيتَّسِعُ الحَالُ مِنْ بَعْدِ مَا
تَضِيقُ المَذَاهِبُ فِيهَا الرِّحَابُ
مَعَ الهَمِّ يُسْرَانِ هَوِّنْ عَلَيْكَ
فَلاَ الْهَمُّ يُجْدِي، وَلاَ الاكْتِئَابُ
فَكَمْ ضِقْتَ ذَرْعاً بِمَا هِبْتَهُ
فَلَمْ يُرَ مِنْ ذَاكَ قَدْرٌ يُهَابُ
وَكَمْ بَرَدٍ خِفْتَهُ مِنْ سَحَابٍ
فَعُوفِيت، وَانْجَابَ عَنْكَ السَّحَابُ
وَرِزْقٍ أَتَاكَ وَلَمْ تَأْتِهِ
وَلاَ أَرَّقَ العَيْنَ مِنْهُ الطِّلابُ
وَنَاءٍ عَنٍ الأَهْلِ مِنْ بَعْدِ مَا
عَلاهُ مِنَ المَوْجِ طَامٍ عُبَابُ
إِذَا احْتَجَبَ النَّاسُ عَنْ سَائِلٍ
فَمَا دُونَ سَائِلِ رَبِّي حِجَابُ
يَعُودُ بِفَضْلٍ عَلَى مَنْ رَجَاهُ
وَرَاجِيهِ فِي كُلِّ حِينٍ يُجَابُ
فَلاَ تَأْسَ يَوْماً عَلَى فَائِتٍ
وَعِنْدَكَ مِنْهُ رِضَىّ وَاحْتِسَابُ
فَلاَ بُدَّ مِنْ كَوْنِ مَا خُطَّ فِي
كِتَابِكَ، تُحْبَى بِهِ أَوْ تُصَابُ
فَمَنْ حَائِلٌ دُونَ مَا فِي الكِتَابِ
وَمَنْ مُرْسِلٌ مَا أَبَاهُ الكِتَابُ؟
إِذَا لَمْ تَكُنْ تَارِكَاً زِينَةٌ
إِذَا الْمَرْءُ جَاءَ بِهَا يُسْتَرابُ
تَقَعْ فِي مَوَاقِع تردى بِهَا
وَتَهْوَى إِلَيْكَ السِّهَامُ الصّيَابُ
تَبَيَّنْ زَمَانَكَ ذَا واقْتَصِدْ
فَإِنَّ زَمَانَكَ هَذَا عَذَابُ
وَأَقْلِلْ عِتَابَاً فَمَا فِيهِ مَنْ
يُعَاتِبُ حِينَ يَحِقُّ العِتَابُ
مَضَى النَّاسُ طُرّاً وَبَادُوا سِوَى
أَرَاذِل عَنْهُمْ تُجَلُّ الكِلاَبُ
يُلاَقِيكَ بِالبِشْرِ دَهْمَاؤُهُمْ
وَتَسْلِيمُ مَنْ رَقَّ مِنْهُمْ سِبَابُ
فَأَحْسِنْ، وَمَا الحُرُّ مُسْتَحْسِنٌ
صِيَانٌ لَهُمْ عَنْهُمُ وَاجْتِنَابُ
فَإِنْ يُغْنِهِ اللّه عَنْهُمْ يَفرْ
وَإِلاَّ فَذَاكَ فِيْمَا الخَطَا وَالصَّوابُ
فَدَعْ مَا هَوَيتَ، فَإِنَّ الهَوَى
يَقُودُ النُّفَوسَ إِلَى مَا يُعَابُ
وَمَيِّزْ كَلاَمَكَ قَبْلَ الكَلاَمِ
فَإِنَّ لِكُلِّ كَلاَمٍ جَوَابُ
فَرُبَّ كَلامٍ يَمُضُّ الحَشَا
وَفِيهِ مِنَ المَزْحِ مَا يُسُتَطَابُ