
يقول الله – عز وجل –: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16]، ويقول أيضا: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] سئلت أمنا عائشة –رضي الله عنها–: كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ فقالت: “ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة؛ يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا…” .
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي –صلى الله عليه وسلم–: (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) ، وأيضا عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة صلاة الليل) .
وعن جابر –رضي الله عنه– أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– قال: (إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة) .
أما جبريل الأمين –عليه السلام– فقد جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم– فقال: (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه في استغنائه عن الناس) .
هذا في قيام سائر الليالي، أما ليالي رمضان فيقول عنها النبي –صلى الله عليه وسلم–: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) .
“وقام النبي –صلى الله عليه وسلم– بأصحابه بعض ليالي رمضان، ثم ترك ذلك إشفاقا على الأمة من فرض القيام عليها فقال: (خشيت أن تفرض عليكم)، ولما أُمِنَ هذا الجانب بوفاة النبي –صلى الله عليه وسلم– وانقطاع الوحي، أمر عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– أبيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمئين (المئين هي السور التي تحوي مائة آية أو نحوها) في الركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر”