ردد المتقاعدون في طهران، كرمانشاه، أراك، شوش، الأهواز مجددا هتافات «التضخم والغلاء..أضحي بحياتي من أجل الشعب» و«الضمان الاجتماعي مصطلح خاطئ» و«الحكومة المفلسة عدوة المتقاعد» و«لن نركع للظلم، سنضحي بأرواحنا من أجل الحرية، الموت للعبودية» لإظهار غضبهم من حكومة رئيسي ونظام القمع والتمييز.
تأتي صرخة المتقاعدين المحرومين الذين يطالبون بحقوقهم بعد عمر من العمل والجهد في الوقت الذي تعيش صناديق التقاعد التي أنشئت لضمان حقوقهم الأساسية أزمة عظمى بسبب النهب والفساد الذي يمارسه النظام.
تعود جذور أزمة صندوق التقاعد إلى سرقة أموال الشعب والفساد المنهجي للحكومة والهيئات التابعة لخامنئي، حيث بنى أشخاص ومنظمات قصورا من مدخرات العمال، يصف الخبير الحكومي سعيد ليلاز أزمة الصناديق الاجتماعية بأنها أزمة نهب منظم، أزمة سرقة أموال بشكل منهجي.
تناولت وسائل الإعلام الحكومية هذه التطورات بشيء من الاهتمام حيث جاء في صحيفة هم ميهن أن المجتمع الإيراني يواجه العديد من التحديات التي يفاقمها مرور الزمن، ويحد من إمكانية حلها، مشيرة إلى حالة النظام المصرفي، المياه والموارد الطبيعية، البيئة، البطالة، اختلال الموازنة، وصناديق التقاعد، وتستبعد الصحيفة الخروج من الأزمة بسبب البنية الفاسدة، مشيرة إلى تضاعف الأزمات، مؤكدة عدم إمكانية تجاوز التحديات الكبرى التي تواجهها إيران، بما في ذلك التحدي الكبير المتمثل في الصناديق، وتصفها بأنها متشابكة، وتحتاج إلى حل سياسي شامل، وبدون توفر الحل ستصبح الأزمات أعمق وأوسع.
ذكرت صحيفة اعتماد انه في ظل حرب العصابات ـ في إشارة إلى تجارة اللصوص بأموال الشعب ـ الحكومة مدينة بمبلغ إجمالي قدره 501 ألف مليار تومان لصناديق التقاعد وحتى لو عادت جميع عائدات النفط إلى البلاد، من غير الممكن سداد أصل هذه الديون وفروعها بسهولة.
أكد موقع فارارو الالكتروني أن صناديق التقاعد أصبحت ساحة خاصة للمسئولين السياسيين، مشيرا إلى تخييب المدير العام المعزول للتأمينات الاجتماعية في وزارة العمل آمال المتقاعدين بقوله «حتى لو بعنا 3 ملايين برميل من النفط دون عقوبات وحصلنا على الأموال كاملة، ما زلنا غير قادرين على حل مشكلة المتقاعدين وقد نصل إلى مرحلة نبيع فيها جزيرتي قشم وكيش لدفع الرواتب».
يرى المتقاعدون أن نتيجة حياتهم أصبحت ألعوبة بيد حفنة من الحرس الفاسدين، وصلوا إلى حدود البؤس وعدم التحمل بسبب التضخم وارتفاع الأسعار المستمر ومشاكل العلاج وغيرها من الأزمات والتحديات الاجتماعية المتشابكة، ومع وصولهم إلى حد الانفجار يقفون في مواجهة رئيسي الجلاد، ولا يستسلمون لعبودية النهابين الحاكمين، مما يفتح بابا آخر أمام انتفاضات مقبلة.
وحيّت الرئيسة المنتخبة السيدة مريم رجوي المتقاعدين الذين خرجوا رغم الإجراءات القمعية مرة أخرى إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم وقالت إن المتظاهرين هتفوا بالحرية والموت للعبودية، وأكدت: نعم الطريقة الوحيدة للخلاص من الفقر والتضخم والبطالة تحرير إيران من شر الملالي المجرمين النهابين.