صفوت بركات يكتب: أَوْلى الأولويّات
إنّ إصلاح الخرائب التي بنفوسنا أَوْلى الأولويّات؛ ومَن اطّلع على ما بها وصَدق في إصلاح نفسه،
وعَمّر خرائبها حَني عل غيره، لأنّ خرائب النّفوس أشدّ على ابن آدم من خَوض الحروب وضَرب السيوف،
لأنّها كلما زَكَت تمرّدت، وجعلت مادّة تزكيتها مَطيّة لأغراضها الخبيثة، ولهذا تحتاج لجيوش عدّة،
وهو شِرّ تعدّد شُعَب الإيمان التي بها تُشَدّ أبواب ومداخل ظاهرة وخَفيّة، وتُسوّر على سُبُل وحِيل التّمرُّد حتى تستسلم؛
ومَن خاض هذه الحرب كان بالنّاس رؤوفًا رحيمًا، لعلمه واطّلاعه على ما كان خافيًا أو ظاهرًا بنفسه تقتات عليه لأغراضها وصاحبها في غفلة عنها حتى تمكّنت من عالم ومجاهد ومنفق سَخيّ؛ وهم أوّل مَن تُسعّر بهم النّار.
ما بعد الفاصل
ولكن المنافقين لا يفقهون!
لن يعود الأمويون، ولا العباسيون، ولا السّلاجقة، ولا المماليك، ولا العثمانيّون؛ فالقادم توطئة لخلافة على منهاج النّبوّة بعد كسر الجبريّة وللمرة الأخيرة.
واليوم الحرب العربيّة ضدّ عودة العثمانليّة التي ماتت كما مات الأمويّون والعباسيّون ومَن جاء بعدهم؛ ولكن المنافقين لا يفقهون!