صفوت بركات يكتب: المقاطعة أخطر من الحروب العسكرية
لو تعلم أهلنا بنية النظام العالمي والغربي منه على وجه خاص في ما بعد العولمة. سيعلم أن رأس النظام العالمي والتحكم في قراراته والمتحكم في استراتيجياته القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد ومن يجندهم لشغل برلماناته ومجالس تشريعه وحتى مراكز دراساته وحكوماتهم التنفيذية، وكل هذه البينة من يتحكم فيها شركات عالمية متعددة الجنسيات وشركات التمويل العالمية والعالم بالنسبة لهم جميعا سوق ومستهلكين حتى الحروب العسكرية. جزء من مصادر رفاهيتهم.
ولهذا المقاطعة الاقتصادية الجزئية لبعض الشركات ما لم تمتد لباقي الشركات. فهي لن تؤتى ثمارها ولن تؤلمهم بالشكل الذي يجعلهم يعيدون النظر في خططهم.
ولابد أن تنتقل المقاطعة لعقيدة وتعامل معاملة الحروب العسكرية ولهذا كل حرف يخدم تلك المعركة فهو لا يقل وزن عن رصاصة في الحرب فإن حرمت الجهاد بالسنان فلا تعدم الجهاد بالبنان ولتعلم أن ميدان الصراع والحرية يشمل الكون وكل ما يجرى فيه فخذ خندقك ولن تعدم الأجر ولا حتى النفع فعلى بركة الله اخلص النية، واعزم على أن لا تتخلف.
وعلينا أن نعلم جيدًا أن السلع جسور للتصور الغربي للحياة وكل ما تحمله من ثقافة وقيم فالمنتجات الغربية ليست منتجات لسلع مجردة ولكنها أيضا استتباع ثقافي وحضاري.
وجعل المستهلكين في رتبة أدنى إنسانيا وتتسلل للنفوس معاني وقيم الشعور بالدونية والاستسلام ومقاطعتها أول خطوة في استرداد المخزون الحضاري من الثقافة والقيم الأصيلة والدخول في ميادين الندية التي تنعكس على الذات البشرية وتبعث فيها الشعور بالكرامة والعزة والتي تنعكس بمردود كبير في التربية للنشء على معاني وقيم السيادة.