صفوت بركات يكتب: صِناعة الوَهن والاستكانة
صِناعة الوَهن والاستكانة خلفها عقولٌ ومراكزُ أبحاث، ومِن منتجاتها الاستناد على عوامل موضوعيّة مثل الخِذلان الجاري اليوم لأهل غزّة،
فيجعل تضحيّاتهم في مواجهة الكَيان خَسارة كبيرة وهزيمة ساحقة، بينما لو تَمّ ضبط مُقدّمات القضيّة الكّلّيَّة بجعل الكيان في مواجهة الأُمّة..
فعندئذٍ تجد كُلّ هذه التّضحيّات ومثلها عشر مرات لا شيء في مقابل النّتائج والثّمرات التي تحقّقت،
لأنّ الكيان يعني النّظام الدّوليّ بكُلّ أدواته ومخزوناته وقُوَاه الفاعِلة والمنخرطة في الصِّراع من قرنين وليس اليوم؛
والخدعة المُضلّلة حصر المواجهة بين غزّة والنّظام العالميّ والعربيّ بكُلّ خِذلانه وتجاهل أُمّة مكتملة سُلِبَت قرارها تجاه قضاياها المصيريّة واستئناف دورها الحضاريّ والرّساليّ الذي بعث الله لهم رسوله -عليه الصّلاة والسّلام- وتابعه عليه أصحابه رضي الله عنهم.
فالخطاب الإعلاميّ الذي يعزل غزّة وفلسطين عن الأُمّة يهدف لأمرين:
الأوّل، تضخيم الضّحايا وتعظيم الأثمان، وبالتّالي يدعو للاستكانة والاستسلام؛
والأمر الآخر -وهو الأخطر- أن تَيأس الأُمّة من العزم والتّفكير في معاوَدة استئناف دورها الرّساليّ الذي كَفَل بقائها إلى اليوم،
فبدون مزاولتها لهذا الدّور ظهرت آثاره في كُلّ مجالاتها الحيويّة، وخضعت لكُلّ مَن هَبّ ودَبّ في هذا الكون.
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في يوتيوب
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في واتساب