صفوت بركات يكتب: عباد الغرب.. وعباد الله
السؤال الأكثر إلحاحا لدى المسلمين: لماذا لا تشمل حقوق الإنسان العلماء المسلمين والنخب الدعوية له؟
لا تندهش
بعض الناس مندهش من مواقف النخب والرموز الآنية التي ظهرت وعلا ذكرها إبان حركة،، «الاستقلال بالوطن العربي» الاستبدال الاستعماري المحلى،،،
وذلك لغفلته عن أن الوطن العربي قبل حركات الاستقلال كان تحت الاستعمار الكامل لقرنين وكانت الإمبراطوريات، كل الإمبراطوريات، تتبنى لها نخبة في كل دولة وإقليم كمقدمة لها لتنازع تلك الإمبراطوريات قبل الحرب العالمية الأولى والثانية ومقدمة لهم في تفكيك الإمبراطورية العثمانية.
وكانت تلك النخب بكل دولة تلقى الحماية من دول عظمى غير دولة المستعمر يعنى ببلاد الاستعمار الفرنسي كانت انجلترا تحمى رجالها وكانت فرنسا تراعى ذلك بالرغم من مقاومتهم لها والعكس صحيح؛
يعنى انجلترا تستعمر بلدان بها مقاومة من المواطنين والنخب تابعين لفرنسا حماية وحصانة وكانت انجلترا تراعي ذلك وأقصى ما كانت تفعله نفيهم أو محاكمتهم بقوانينها والتي تنتهي بحفظ حياتهم مقابل الأدوار التي قدموها في تفكيك الخلافة العثمانية أو الإمبراطورية العثمانية كما يحلوا لك أن تطلقه.
وكذا كان لروسيا رجال بالوطن العربي وكل هؤلاء تدثروا برداء القومية العربية في مقابل الإمبراطورية العثمانية، ولكنهم كانوا مقدمة للغرب وهواهم وقبلتهم بين انجلترا وفرنسا وايطاليا وروسيا ثم بعدهم أمريكا.
ولكن الوطنيين الإسلاميين كان ولاؤهم لبلدانهم وأمتهم يلقون الإعدام ودون محاكمات لأن الكل مجمع على عداوتهم بصرف النظر عن اسم المستعمر الذي كان يقضى بإعدامهم ولازالت تلك النخب، التي هي نخب تحمل أسماء عربية، وتنتمي ظاهريا للقومية العربية والدول الإسلامية، والتي تحكم العالم العربي من سلطات ومؤسسات مدنية كإعلام وغيره وثقافة وما يؤثر في الرأي العام، ويصنع المناخات العامة،
ويرعى الشعور والوجدان العام بقايا الاستعمار في دول العالم الثالث والوطن العربي بأكمله.
والمشكلة الحاصلة اليوم أو الصراعات القائمة بينهم ترجع لولائهم لبلدان مختلفة وانتمائهم لثقافات غربية وإن كانوا عربًا، فمقاومتهم لم تكن لطرد الاستعمار بكل صوره وألوانه، ولكن لرفضهم لمستعمر وانتمائهم لآخر، يرحبون به ليحل محله، شملهم بالحماية والحصانة والكفالة.
ولازال الأمر يجرى إلى اليوم بين كل النخب والتيارات وندر أن تجد من ينتمي للتراب والجغرافيا وقيمه وهويته التي يعيش عليها مهما صدح بالتراث والعروبة والقومية والإسلامية ليتدثر بها من كشف حقيقته.
ولهذا يستثنى الغرب المسلمين من كل مطالبة بحقوق الإنسان وكل سعيهم وضغطهم لحفظ حياة كل عدو للإسلام والأمانة والشرف والملحدين والشواذ منهم على الأخص.
ومن المؤسف أن الإسلاميين لا يشملهم قانون حقوق الإنسان لوطنيتهم لا لدينهم وتدينهم وأكبر خديعة حصلت لقرنين هي نزع الوطنية عنهم وإلباسها الخونة وأول واجب على الإسلاميين قبل الدعوة تفنيد تلك الخدعة والكذبة التي يرعاها ويحرسها الغرب وأبواقه من عملائهم بالداخل.