صفوت بركات يكتب: نحن أُمّة وُلِدَت لتبقى
أتى على المسلمين فترات أضعف ممّا هم عليه اليوم، وواجهوا قُوَى بربريّة وحشيّة لم تبعث مثلها اليوم، وربّما، ولا في المستقبل تُريد استئصالهم والقضاء على دينهم؛ ولو كان الأمر يَرجِع لموازين القُوَى لزالوا من قرونٍ، ولكن الإسلام والمسلمين من قَدَر الله، ولهذا قيل لهم في الكتاب: {ولا تَهِنُوا ولا تَحزَنُوا وأنتم الأَعلَونْ}؛ فالعُلُوّ هنا ليس عُلُوّ تسلُّط، ولكن عُلُوّ القَدَر والسُّنن الكونيّة الربانيّة.
فنحن أُمّة وُلِدَت لتبقى، لتختم الحياة الدُّنيا بسيادتها، نغيبُ ولا نُهزم ونَتَوارى كأنّنا لم نكن، ونُبعَث من جديد كأنّنا لم نغِبْ، فنطوِي الزّمن والمكان كأنّه لم يمضي بين أوّلنا وآخرنا ساعةً من نهارٍ؛ وحتمًا سنعود لأنّنا أمّة الغيث.
حتى إذا هُزمِت طائفة أو جماعة من أبناء المسلمين فلا يعنى أنّ الأمّة هُزمِت أو كانت طرف في صدام الحضارات أو الصراع الجاري اليوم ومنذ قرنين من الزمان.