أقلام حرة

عادل الشريف يكتب: الحرس الثوري

ربما كانت الثورة الوحيدة التي أمنت الثورات المضادة أو مؤامرات الانقلاب أو الالتفاف هي الثورة الإيرانية لكونها جعلت أبرز الذين تحمسوا لها ونصبّوا من أرواحهم فداءً وحرسا لها بذات أسلحتهم بعيدين عن الجيوش الرسمية،

ومما سمعت أنهم لا يتقاضون رواتب عن حراسة الثورة بل كل منهم منغمس في عمله ويتقاضى منه راتبه المعاشي مع استحقاقه مغادرة العمل في أي وقت تستدعيه ظروف مهمة حراسته للثورة بما في ذلك أعمال التدريب على الأسلحة الجديدة حسبما يتطلب التطوير،

وكذلك يتم إلحاق أجيال جديدة بمنظومة الحرس الثوري طبقا لمستوى انتمائهم الجاد لفكرة الثورة.

أكتب هذه الكلمات اليوم لإن أولى فاعليات الثورة المضادة للثورة السورية والتي انعقدت في العقبة الأردنية وجهت لها نداء تسليم الثوار لأسلحتهم يتصورون سلسلة غبية من الأعمال ينخرط فيها الثوار فتلتف على رقابهم كحية رقطاء تخنقهم ثم تزري بهم للإتيان بطاغية جديد يشبه الأنظمة الخائنة القائمة،

وهذه السلسلة أن يسلم الثوار أسلحتهم لمنظومة الجيش الجديدة ثم تمارس حكومة الطوارئ أعمالها لترتيب انتخابات حرة نظيفة،

فإذا ترشح لها مثلا أحمد الشرع سارعوا إلى اتهامه بإنه طالب سلطة وأن كل ما فعله من أجل كرسي الحكم فيخنس الرجل ويخنس معه كل المخلصين

ثم يتقدم الخونة والمجرمون وبدعمهم الإماراتي بالذات كما في مصر وتونس تنجح الثورة المضادة في الإتيان بجديد يتراوح بين سيسي أو سبسي أو حتى قيس سعيد..

كفي أيها الإسلاميون سذاجة الدراويش ولا تسلموا سلاحكم أيها الثوار وأيها المقاومون في أي مكان وأي زمان واحرسوا ثوراتكم ومقاومتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights