عبد الجليل هزبر يكتب: إلى متى نُخدع؟!
الغريب أن أساليب الغرب لم تتغير في خداع شعوب العرب، ومع ذلك ينخدع العرب بنفس الأساليب جيلا بعد جيل!!
في الثورات العربية الأولى ضد الاستعمار صنع الاستعمار للشعوب أبطالا وجعلهم يتصدرون المشهد، ويتزعمون الثورة ضده، ويحققون الاستقلال، ثم سلمهم السلطة ورحل، فما الذي حصل؟
حققوا للمحتل الراحل أكثر ما كان ينتظر، وفعلوا بشعوبهم ما لم يفعله المستعمر، وعاشت الشعوب عقودا من السنين تحتفل بعيد الاستقلال، وتشكر الزعيم وهو وكيل الاحتلال!!
كانت صناعة عملاء الاستعمار تتطلب أحيانا مطاردة العميل، والإعلان عن جوائز مغرية لمن يدلي بمعلومات عنه، ثم القبض عليه وسجنه، وقد يصل الأمر إلى نفيه خارج البلاد، ثم تعيده بعد مدة بطلا قوميا لا يُشق له غبار، ولا يُشكّ في نضاله ضد الاستعمار، فيضطر المستعمر أمام نضاله إلى الرضوخ، وتسليم السلطة له والرحيل!!
وقد تصل صناعة العملاء إلى الحرب والمواجهة العسكرية، وسفك الدماء وسقوط الضحايا هنا وهناك، كما فعلوا مع أتاتورك، حيث جعلوه يخوض حربا ضد الحلفاء وينتصر عليهم فيها، فلم يملك الأتراك إلا إعلان الطاعة له والولاء، فأعلن سقوط الخلافة العثمانية، وحول مساجد تركيا إلى اسطبلات، وأغلق مدارس القرآن، وحارب كل مظاهر الإسلام، وأوصلت سياسته الأتراك الذين كانوا بشوات إلى مباشرين في المطاعم أو حمالين في الموانئ والمطارات!!
واليوم لا زال نفس الأسلوب يُمارس على الشعوب، فها هي أمريكا تترك الحوثي يقوم ببعض الأعمال الدرامية والبطولات الهليودية في البحر الأحمر، ثم تقوم بالرد عليه وتضرب بعض المواقع الفارغة، فتصنع منه بطلا قوميا، يحارب الصهاينة، وينصر القضية الفلسطينية!!
ولأننا لا نتعلم من التاريخ تجد البعض يغترون بتلك الاستعراضات، ويصدقون تلك العنتريات، وينسون ما حل بالشعب اليمني على أيدي تلك المليشيات!!
فيا من انطلت عليهم اللعبة، وصدقوا أن ما يفعله الحوثي في البحر الأحمر لا يخدم به أمريكا وليس بإذن منها، وقاموا يدعون للوقوف مع الحوثي ضد أمريكا، كان عليكم أن تسألوا أنفسكم، إذا كانت أمريكا حقا ترى الحوثي عدوا، فلماذا تمنع جيش الشرعية من تحرير الحديدة من أيدي المليشيات الحوثية؟!
ختاما
لا ينبغي أن ننخدع بما يجري بين الأمريكان وعملائهم من أذناب إيران، ولو رأيناهم – فعلا- يقتل بعضهم بعضا
فقد أخبرنا الله أن خداع الأعداء لنا ومكرهم بنا قد يصل إلى حد:{وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} !!