عبد المنعم إسماعيل يكتب: إضاءات حول فواصل الفهم
تربية العقول المتوافقة مع سنن الله الربانية الكونية مهمة فارقة في واقع الأمة ومستقبلها لأن دونها العشوائية والتسطيح والصدام مع القوانين الربانية.
على سبيل المثال طلب النصر بأسباب الهزيمة والتمكين بأسباب الاستضعاف.
وأخطر مراحلها تفسير دلالة المفردات والمصطلحات الشرعية تفسيرات وظيفية تتوافق مرة مع أهواء المستضعفين وألف مرة مع براثن فكر البغاة من أجل مسخ المكون العام للأمة العربية والإسلامية.
فيقع التآكل عند إرادة التناصح ويزداد الباطل رسوخا حال شرعنة التوافق معه تحت مظنة أوهام السلامة الكارثية في بدايتها ونهايتها.
هذه الأمة التي ننتسب إليها أمة ربانية في غايتها ووسيلتها فلا تنفك الوسائل فيها عن الغايات الربانية
ولا تستقل الغايات المختلة باستدعاء وسائل شرعية لتغيير بوصلة الفهم للدين والواقع والحياة حالا ومآلا.
أخي المسلم المعاصر: لكي يسلم لك عقلك وقلبك ومن ثم يسلم لك دينك لازم تفهم أن إصابة الحق في قضية أو مسألة فقهية أو عقدية ليست صكا بقبول كلام من أصاب الحق على طول الطريق وفي شتى المسائل.
ليس من العقل رد كل اجتهادات عالم أو شيخ لمجرد أنه أخطأ في مسألة فقهية فيجب أن نفهم أن من أعطاه الله اجرا لاجتهاده لا نقع في عرضه
ولو كنا أصحاب حق لأن مسائل الحق نسبية ومتعدد فالرجل قد يصيب في مسألة
ويخطئ في أخرى وسبحان من عصم الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل العصمة والكمال حصريا في ذات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تعميم الأحكام والنظر بعين الاكبار وتوزيع العصمة أو تسويق الكمال لشيخ محبوب لك أو لمن تحب جزء من كوارث الهوى المكنون في النفوس والعقول فانتبه يرحم الله الجميع.
نحن أبناء أمة إسلامية فيها العربي والعجمي متعددة المذاهب الفقهية المعتبرة تتنوع لتكتسب قوة بعد التكامل بعيدا عن هوس النزاع والتآكل.
اذا تم هجر كل مخطئ أو عاصي أمثالنا فقد أسقطنا الأمة في تيه خلل التشويه الخادم لقوة الخصوم والأعداء المتربصين.
اخي الكريم لابد أن نعتقد أن الغرب لا يفعل ما يريد بل الأمر لله رب العالمين سبحانه.
سبحان من مهد الأسباب ويسرها ليرفع الغمة عن أهل الشام فقد كانوا في بلاء لم تشهده البشرية قبل ذلك إلا في زمن المغول والحروب الصليبية في الأندلس.
الخلاص من زنديق النصيرية أمر اسعد قلوبنا نحمد الله رب العالمين على هذه النعمة والمنة الربانية.
انتبه جيدا
أخطر الأمور استثمار العواطف العامة للناس ثم السعي لتعميم الأحكام التي قد تختلف حسب الزمان والواقع
ومن ثم ما صلح في شأن سوريا محاولة تعميمه كارثة تهدد الأمة المصرية لأنه لو طبقنا نفس الاحصائيات على مصر إذا سوف يتم تهجير نصف الشعب فهل هذا عقل؟!
الإصلاح الرشيد والنصيحة والصبر أفضل من وقوع النزاع الصفري بين المسلمين خاصة أنهم أهل سنة وجماعة مع تنوعهم السياسي القائم.
خلاصة الخلاصات:
إن جهاد الشباب في إسقاط بشار ليس صك قبول لكل خياراتهم داخل البلاد والأوطان السنية
فلكل زمان ومكان ما يناسبه حتى لا تفتح أبواب الهلاك تحت مظان إرادة الخير أو الشوق للإصلاح.