عبد المنعم إسماعيل يكتب: الأمة بين مكر الغرب ولطف رب العالمين
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ.
الغرب الصهيوني يدافع عن الباطنية والعلمانية بكل ما أوتي من قوة لأنهما أداة التدمير العقدي والفكري والاجتماعي للأمة العربية والإسلامية
ولأنهما الحاضن الرئيس لبناء عشوائية الكيانات الطائفية المدمرة للأمة العربية والإسلامية.
الغرب يتعامل مع الأمة على أساس أنها تحمل عقولا مثقوبة تنسى كوارث التاريخ التي نتجت عن مفردات البناء الطائفي
وفي نموذج السقوط الاندلسي خير نموذج قبل طوفان الصليبية المدمر الذي نجح في اقتلاع المسلمين من الاندلس في الثاني من يناير عام 1492
ومن ثم يشتاق سدنة الصهيونية العالمية في ترسيخ فكرة الحلول الطائفية للأزمة التي تعيشها الأمة ليس محبة عقدية في الرؤى الأحادية
ولكن لتحويلها إلى وسيلة لهدم الكل من خلال الجزء خاصة أن غالبية الشعوب تجهل المثل القائل أكلنا يوم أكل الثور الأسود.
العقل الصهيوني عقل متمرد على الفطرة والعقل بشكل عام يراهن على العواطف الوظيفية ليجعل منها عواصف أممية للأمة العربية والإسلامية
وكأنه يريد استبدال طغاة الباطنية والعلمانية الفاشية بتيه البلاء الطائفي الموروث أو المصنوع وظيفيا لخدمة الرؤية الجهنمية لغربان البيت الأبيض
الذين يحلمون في تحويل الأمة العربية والإسلامية إلى كتل سائلة متهالكة فيما بينها وكأنهم يريدون دفع العقول إلى خيار جاهلي
وهو إما قبول طغيان إيران المجوسية أو غربان القتل العشوائي في الأمة أو السقوط في تيه الكيانات المدمرة.
الخلاصة والمسؤولية الواجبة:
يكمن الامل في لطف رب العالمين سبحانه الذي يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد
ثم وعي العلماء والدعاة والقادة والمفكرين والمثقفين وعموم جماهير الأمة العربية والإسلامية
فيطلبون الإصلاح بعيدا عن تيه النزاع والصدام الصفري الذي ينتج عنه هلاك الجميع
لأن الباطل يفكر بشكل جماعي رغم أنه في أصله متفرق واهل الحق قد يفكرون بشكل أحادي
رغم أنهم في الأصل أبناء دين واحد وأمة واحدة ومن ثم يصطدم الباطل المجتمع مع اهل الحق المتفرقين وهنا مكمن الخطر والهلاك.
يجب أن تدرك الشعوب أن الإصلاح لا يعني فتح أبواب الصراع الذي يحرق مكونات الأمة أو يجعلها ارقام في سجل المجرمين المتربصين
الذين يتعاملون مع الأمة على أساس أنها قطيع من الدهماء لذا استسلمت لأمواج الضلال والاضلال
وإذا حاولت الإصلاح تفتح على نفسها حمم التدمير الذاتي حين يتم تسكين الصراع داخل عقول الأمة العربية والإسلامية
فتحرق نفسها بنفسها على كل المحاور وهذا قمة المكر الذي ينشده غربان الصهيونية والخمينية
والطائفية والمذهبية المدمرة للعقل الجمعي للفرد والأسرة والدولة وعموم الأمة.