عبد المنعم إسماعيل يكتب: حماس وخميس ووحدة المنبع والمصير

لا زالت جهود أهل السنة والجماعة تهدر بلا حكمة وتستهلك بلا شرع ويستغلها الخصوم بكل مكر وتحرق الأولياء بكل سبيل ويمر الزمن بلا فائدة فلا الأولياء نصرنا ولا للأعداء قاومنا لأننا للأسف جعلنا الحبيب مكان الخصم والعدو مكان الحبيب لشبهة فهم فاستثمر العدو في تنوعنا حين جعلنا منه صراعا صفريا ونجح الأعداء رغم ضعفهم وسوء جاهليتهم وسقط الاخلاء رغم قوتهم المصاحبة لكثرة راياتهم وقوة وحدتهم لأنهم جعلوا الكيان الجامع حصري في الرؤية الخاصة بكل فصيل او كيان متجاهلين أن النهر الجارف يتكون من مجموعة روافد تصب في مجرى واحد يقوى أحدهم إذا ضعف الآخر وسبحان الحكيم في استعمال عباده .

لا يفهم أحد أن تعدد الروافد معناه تعدد مصادر الهداية بل المقصد تعدد العقول والنفوس الوريثة لمنهج الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومات والمنهج محفوظ في قلوب وعقول 114000 مائة وأربعة عشر ألف صحابي كانوا في حجة الوداع فمحاولة حصرية الهداية في عقل منفرد بعيدا عن الشمولية الجامعة أمر غير ممكن.

نحن أبناء أمة معصومة في جملتها وليس لدولة عربية أو إسلامية حق الادعاء بأنها الوريث الحصري لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم بل الأمة المصرية أو السعودية أو الأفغانية أو العراقية السنية فريق عمل يعمل من خلال الرؤية العامة للأمة العربية والإسلامية بشكل عام.

 هل نفهم أم لا زالت الكوارث التي تنتج نتيجة هوى الاستدلال وهوى تنزيل المفهوم حسب ما يريد كل منا وهذا هو عين البلاء والابتلاء.؟

متى تحسن الأمة الفهم الضابط لقراءة الواقع المعاصر والمستقبل القريب أو البعيد؟

هل من العقل أن تشتعل العقول لمجرد الخلاف في رؤية سياسية محددة لظرف سياسي نتج عن مكر الخصوم وعجز الأولياء؟!

الأمة الإسلامية التي ننتسب إليها تجمع الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة هذا في الفقه وتجمع أهل السنة والجماعة سلف أو أنصار سنة أو جماعة إسلامية أو غيرهم من المسميات العصرية التي اتفقت في أصل الفهم واختلفت في الوعاء الخارجي الجامع فليس من العقل تجاهل الموروث الفكري الجامع للأمة بعيدا عن ضلال الرافضة الذين هم شر من وطأ الحصا لأنهم بذرة نصرانية نشرتها اليهود في ارض فارسية فليس كل وعاء حزبي يساوي الرافضة في ضلالهم فالمشركين ليسوا سواء وإن كانوا كفارا فكيف بأهل البدعة الغير مكفرة أو مضللة ضلالا عقديا مجمع عليه بين أهل العلم ؟

رفقا بمن تظنوه مخطئا خاصة إذا كان من أهل العلم والسنة والفضل فليس من اجتهد فأخطأ كمن ضل فأصاب.

لا تشمتوا في الأمة الأعداء فتنوعكم قوة فاجعلوا من خلافكم طريقا ومنهجا لحل مشاكل صراعكم أو تنازعكم قبل أن يكون دربا جامعا لفشلكم فليس كل تنوع سبيلا للنزاع واحذورا المتربصين بين قلوب الصالحين ونفوس المصلحين.

هل تظنون أنه يمكن أن تصبح الأمة الإسلامية على كبرها وتعدد عقول علمائها على رؤية واحدة في كافة المتغيرات السياسية المعاصرة؟

من لم يعتبر بكوارث النزاع كان عبرة لغيرة ومن نكص عن سبيل الوفاق كان سبيلا للشقاق.

أعلموا أن الأمة كل الأمة معصومة في جملتها الوريثة لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وليست في راية الطوائف المنبثقة من كيانها الا بحجم توافقها مع الأصول الجامعة والفروع المستقيمة مع ثوابتها.

إن عجزتم عن السير في طريق الاعتصام فلا تكونوا سبلا للنزاع والصراع والهلاك والفشل وذهاب الريح.

ليس من العقل والرشد اشغال عقول الجماهير عن العدو الصهيوصفوي، لكن علمتنا السياسة والواقع أن أهل كل ثغر من ثغور الجهاد اعلم بما يصلحهم فيما يخص تواجدهم على الأرض المباركة لكن ليس لهم أن يخالفوا موروث الأمة في الثوابت العقدية خاصة حقوق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فعرض الصحابة رضوان الله عليهم وخاصة أم المؤمنين لا يقبل التوافقات السياسية مع الرافضة المجرمين.

ليس من العقل تجاهل الاستغلال اليهودي لكل مفردة ينتج عنها نزاعا بين المسلمين لذا وجب على الدعاة قراءة الواقع المعاصر والمستقبل حتى لا ينجحوا في إشعال المحن ويعجزوا عن إدارتها بما يحقق نفع المسلمين ووقف عدوان الصهاينة الملاعين .

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights